أعلن البنك السعودي للتصدير والاستيراد (Saudi Exim Bank) عن افتتاح أول مكتب تمثيلي له في القارة الإفريقية، باختيار مدينة الدار البيضاء كمقر دائم له داخل القطب المالي العالمي Casablanca Finance City.
وجاء الإعلان، وفق ما أكده المحامي المغربي عبد اللطيف العمراني، مؤسس مكتب Al-Amrani Law Firm، بعد مسار قانوني استمر عدة أشهر، أشرف خلاله مكتبه على مواكبة الإجراءات الخاصة بترخيص البنك السعودي للعمل في المغرب.
ويهدف هذا المكتب إلى تعزيز الحضور التجاري والاستثماري السعودي في شمال إفريقيا، حيث أكدت إدارة البنك أن اختيار المغرب لم يكن اعتباطيا، باعتباره بوابة استراتيجية نحو القارة الإفريقية والأسواق الأوروبية، فضلا عن مكانته المتنامية كمركز إقليمي للتمويل والاستثمار.
التحرك الجديد للبنك السعودي يأتي بعد سلسلة من الاتفاقيات والشراكات التي عقدها خلال السنوات الأخيرة مع مؤسسات مالية إفريقية. ففي غشت 2025، وقع البنك مذكرة تفاهم مع مؤسسة Shelter Afrique، المتخصصة في تمويل مشاريع الإسكان والتنمية الحضرية، بهدف تعبئة موارد مالية مشتركة لتطوير البنيات التحتية والإنشاءات في القارة.
وفي أكتوبر 2024، منح البنك السعودي للتصدير والاستيراد خط تمويل بقيمة 25 مليون دولار لبنك Standard Bank South Africa، من أجل دعم المبادلات التجارية بين السعودية وجنوب إفريقيا. كما سبقت هذه الخطوة اتفاقية تعاون أخرى مع بنك United Bank for Africa في نونبر 2023، تروم تعزيز تدفق الاستثمارات والتجارة بين المنطقتين.
هذه المبادرات، بحسب مسؤولي البنك، تندرج ضمن رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتوسيع الحضور السعودي خارج قطاع النفط، من خلال دعم الصادرات وتقديم خدمات التمويل والضمان والتأمين للمصدرين السعوديين في الأسواق الدولية.
ويرى مراقبون أن افتتاح مكتب Saudi Exim Bank في المغرب سيساهم في تعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في مجالات الطاقة والاستثمار والبنية التحتية. ووفق بيانات مكتب الصرف المغربي، بلغ حجم المبادلات التجارية بين الرباط والرياض سنة 2024 حوالي 26,4 مليار درهم (2,86 مليار دولار)، بزيادة قدرها 7,3% مقارنة بالسنة السابقة.
وسجلت الصادرات المغربية نحو السعودية ارتفاعا بنسبة 16,8% لتصل إلى 1,15 مليار درهم، في حين بلغت قيمة الواردات القادمة من المملكة 24,8 مليار درهم، ما يعكس تنامي الشراكات في المجالات الصناعية والطاقية.
وكان البنك السعودي للتصدير والاستيراد قد خطط مبدئيا لفتح مكاتب تمثيلية في مصر وجنوب إفريقيا، إلا أن اختياره للمغرب كأول وجهة إفريقية يعكس الثقة في المناخ المالي المغربي وفي الدور المحوري للدار البيضاء كمركز أعمال إقليمي يربط إفريقيا بأوروبا.