الأكثر مشاهدة

132٪ نمو في توافد السياح الصينيين.. الدار البيضاء تراهن على شيآن لتعزيز موقعها

انطلقت صباح السبت 10 ماي بمدينة الدار البيضاء، شرارة تعاون جديد يحمل في طياته آفاقا سياحية واعدة، بعد أن استقبل مجلس السياحة الجهوي بجهة الدار البيضاء-سطات وفدا رسميا من مقاطعة شيآن الصينية، في لقاء عكس رغبة الطرفين في بناء شراكة متينة قوامها السياحة وتبادل الخبرات والثقافات.

شيآن، عاصمة مقاطعة شانشي، لا تحتاج لتعريف طويل، مدينة يسكنها حوالي 13 مليون نسمة، وتزخر بإرث حضاري عريق مسجل منذ 1997 ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، أبرز معالمها “جيش الطين” الشهير للإمبراطور تشين شي هوانغ، إلى جانب أسوارها العتيقة، أحيائها الإسلامية، معابدها، وأبراجها المذهلة مثل برج الطبل وبرج الجرس. هذه المدينة ليست مجرد موقع تاريخي بل هي بوابة سياحية كبرى للصين.

أما الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، فقد تحولت في السنوات الأخيرة إلى وجهة محببة لدى السياح الصينيين، مستفيدة من كونها مركزا جويا مهما يربط بين القارات. وفقا لتصريحات عثمان الشريف العلمي، رئيس مجلس السياحة الجهوي، فإن الدار البيضاء تحتل مكانة متقدمة في قائمة الوجهات المفضلة لدى السياح الصينيين، وهو ما تعزز مؤخرا باستئناف الرحلات الجوية المباشرة مع بكين وشنغهاي.

- Ad -

الوفد الصيني، الذي عبر عن رغبته في فتح خط جوي مباشر بين شيآن والدار البيضاء، يطمح لتقليص المسافات، وتسريع التبادلات السياحية، ومنح الفرصة للسياح المغاربة لاكتشاف مقاطعة غنية بطبيعتها الخلابة وجبال هوى شان وطريق الحرير العريق.

هذه الخطوة تأتي في سياق نمو لافت للسياحة الصينية في المغرب، حيث سجلت سنة 2024 ارتفاعا بنسبة 78٪ في عدد الوافدين الصينيين مقارنة بالعام السابق، بينما شهدت جهة الدار البيضاء وحدها قفزة نوعية بنسبة 132٪ في عدد الزوار و93٪ في عدد الليالي السياحية.

من سور الصين العظيم إلى أسوار الدار البيضاء: السياحة تجمع شيآن بكازابلانكا

عودة الخطوط الجوية الملكية المغربية إلى تسيير رحلات مباشرة إلى بكين، وإطلاق خطوط جديدة من قبل شركة “شانغهاي إيرلاينز”، لعب دورا حاسما في تسهيل وصول الصينيين إلى المملكة.

رغم كل هذه الدينامية، لا تزال بعض التحديات تقف حجر عثرة أمام انطلاقة مثالية لهذا السوق، من بينها قلة المرشدين السياحيين الناطقين بالماندرين، وعدم تأقلم بعض المؤسسات الفندقية مع انتظارات السياح الصينيين، بالإضافة إلى لجوء البعض لطرق دفع غير رسمية لا تمر عبر الاقتصاد المحلي.

لكن الرؤية تبدو واضحة: تعزيز التكوين، تحديث العرض السياحي، والانفتاح على المنصات الصينية الرقمية، هو ما تراهن عليه الجهات المغربية لكسب رهان السياحة الصينية في السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة