الأكثر مشاهدة

القنب ووظائف الدماغ: دراسة تكشف تأثير “الحشيش” على التحكم الحركي

دراسة جديدة نشرت في Human Brain Mapping تشير إلى أن مستخدمي القنب المنتظمين قد يحتاجون إلى مزيد من القوة الدماغية لأداء المهام الحركية البسيطة، وهو ما يلقي الضوء على آثار تعاطي القنب على وظائف الدماغ.

يعتبر القنب أحد المخدرات الترفيهية الأكثر شيوعا، وقد شهد انتشاره السريع في الآونة الأخيرة،.. لكن تأثيرات تعاطيه بانتظام على الدماغ لا تزال غامضة في كثير من الأحيان.

تشير الدراسات السابقة إلى أن القنـب قد يؤثر سلبا على الانتباه والذاكرة،.. ولكن تأثيره على وظائف مثل التحكم الحركي لم يكن واضحا بشكل كاف، مما جعل الآليات الدماغية الأساسية غير مفهومة تماما.

- Ad -

يتضمن التحكم الحركي القدرة على تخطيط وتنفيذ الحركات، مثل المشي والكتابة والعزف على الآلات الموسيقية،.. ويتطلب نشاطا دقيقا للخلايا العصبية في القشرة الحركية للدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن إرسال الإشارات إلى العضلات.

تساهم التذبذبات العصبية، التي تمثل أنماطا من النشاط الكهربائي في الدماغ، في عملية التحكم الحركي. وقد قام فريق بحث يقوده توماس دبليو وارد من مستشفى بويز تاون الوطني للأبحاث في نبراسكا بتجنيد 45 مشاركا لفهم الوظيفة الحركية عند استخدام القنب.

باستخدام تقنية تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG)، قام الباحثون بمقارنة التذبذبات العصبية بين مستخدمي القنـب المنتظمين وغير المستخدمين خلال أداء مهمة تسلسل حركي.

وأظهرت النتائج أن كلا المجموعتين قامت بالمهمة بشكل مماثل، دون وجود اختلافات في الوقت أو الدقة أو مدة الحركة،.. مما يوحي بأن القنب قد لا يؤثر على الأداء الحركي بشكل ملحوظ. ومع ذلك،.. فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم تأثيرات تعاطي القنب على الدماغ ووظائفه بشكل أكبر.

القنب قد يؤثر على التحكم الحركي حتى في المهام البسيطة

ومع ذلك، اكتشفوا أيضا أن مستخدمي القنب يظهرون تذبذبات عصبية أكثر قوة في نطاق تردد بيتا (16-24 هرتز) في القشرة الحركية الأولية والعديد من المناطق الدماغية الأخرى المرتبطة بالحركة.

تتزايد هذه التذبذبات العصبية أثناء تنفيذ المهمة، ولكن لا تظهر خلال مرحلة التخطيط،.. مما يشير إلى أن مستخدمي القنب يحتاجون إلى مستوى أعلى من النشاط العصبي لأداء نفس المهمة مقارنة بغير المستخدمين.

يرجح الباحثون أن تكون هذه التذبذبات البيتا الأكثر قوة تعبر عن آلية تعويضية تمكن مستخدمي القنب من الحفاظ على الأداء الحركي الطبيعي على الرغم من الإعاقات الممكنة الناجمة عن استهلاك القنب. ويقترحون أيضًا أن تكون هذه التذبذبات مرتبطة بمستويات ناقل عصبي يعرف بـ GABA، وهو مركب كيميائي يعتبر مسؤولا عن تنظيم نشاط القشرة الحركية والذي قد يتأثر بتأثير القنب.

وخلصت الدراسة إلى أن “النتائج تظهر أن مستخدمي القنب المنتظمين قادرون على أداء مهمة التسلسل الحركي بنفس مستوى التحكم الحركي كغيرهم، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بين المجموعتين من الناحية العصبية. وتظهر هذه الاختلافات أن هناك آليات تعويضية قد تكون كافية للمهام الحركية البسيطة نسبيا،.. ولكن قد تكون غير كافية في مواقف الحياة اليومية التي تتطلب تحكما حركيا أكثر تعقيدا”.

تشير الدراسة إلى بعض القيود، مثل عدم التحكم في كمية ونوع الحشيش المستهلك،.. واستخدام مهمة حركية بسيطة نسبيا قد لا تعكس بشكل كامل تعقيد التحكم الحركي في الواقع.

مقالات ذات صلة