تسعى إسبانيا إلى تعزيز شبكتها الكهربائية الوطنية عبر سلسلة من المشاريع الكبرى، يأتي على رأسها الكابل الثالث الرابط مع المغرب وتوسيع محطتين كهربائيتين في منطقة كامبو دي جبل طارق، وهي مشاريع تقدر قيمتها الإجمالية بنحو ملياري يورو ضمن خطة البنية التحتية الممتدة إلى أفق سنة 2030.
الخطط التي كشفت عنها وزارة الانتقال الإيكولوجي والتحدي الديموغرافي الإسبانية، تدخل ضمن المرحلة الجديدة من مخطط تطوير شبكة نقل الكهرباء 2023-2030، الذي يتطلب استثمارًا يفوق 13.6 مليار يورو خلال السنوات الخمس المقبلة، بهدف تقوية الشبكة الوطنية وضمان اندماج المشاريع الصناعية الكبرى التي تراهن عليها مدريد في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.
وفقا لـ “أوروباسور” يعد مشروع الكابل الثالث مع المغرب أحد أهم ركائز هذا المخطط، إذ خصص له مع مشاريع الربط مع فرنسا والبرتغال وأندورا 1.973 مليار يورو، بهدف تعزيز الشبكة الدولية لإسبانيا وتوسيع قدرتها على تبادل الطاقة مع الجيران.
وكان من المقرر أن يدخل الكابل الجديد الخدمة عام 2026، إلا أن المشروع تأخر، على أن يستكمل بحلول 2030 بموجب الاتفاق الموقع بين الرباط ومدريد سنة 2019. ويكتسي هذا الربط أهمية استراتيجية لكلا البلدين، إذ أثبتت التجارب الحديثة، مثل الانقطاع العام للكهرباء في إسبانيا خلال أبريل الماضي، أهمية التعاون مع المغرب الذي ساهم حينها في تزويد الجنوب الإسباني بالطاقة لاستعادة الخدمة بسرعة.
ويتوقع أن ترفع هذه الوصلة الجديدة القدرة التبادلية للطاقة إلى 1200 ميغاواط من المغرب و1550 ميغاواط في الاتجاه نحو شمال إفريقيا. ويتولى تنفيذ المشروع كل من المكتب الوطني للكهرباء والماء بالمغرب (ONEE) وشركة الشبكة الكهربائية الإسبانية (REE)، اللذان ينجزان الدراسات التقنية والاقتصادية استعدادًا للبناء.