صفقة مروحيات الأباتشي التي أبرمها المغــرب مع شركة بوينغ، والتي تشمل توريد 24 مروحية متطورة من طراز “AH-64E”، تثير مخاوف في إسبانيا بشأن التفوق العسكري المزعوم للمملكة المغربية. هذا ما أفادت به صحيفة “لاراثون” الإسبانية في تقرير نشرته يوم الخميس، حيث أشارت إلى أن هذه الصفقة تمثل تحديًا للقوات العسكرية الإسبانية.
وبعد إعلان شركة بوينغ البدء في تصنيع هذه المروحيات المتقدمة لفائدة المغرب، حذرت الصحيفة من عدم تجاهل إسبانيا لهذا التطور العسكري في جارتها الجنوبية، وفهم خطورته الاستراتيجية.
يأتي هذا في ظل التوترات بين المغــرب والجزائر، مما يعزز استمرار المغرب في تعزيز ترسانته العسكرية. وتشير التقارير إلى أن القوات المسلحة المغربية تحقق تطورا سريعا في مجال تحديث تجهيزاتها العسكرية،.. مما جعلها تتسلح بأحدث التقنيات والأسلحة المتطورة.
من المهم أن نعيد إلى الذاكرة المخاوف التي أعربت عنها مصادر عسكرية إسبانية في السنوات الأخيرة،.. حيث أشارت إلى الفجوة التكنولوجية التي تضيقت بين القوات المسلحة المغربية ونظيرتها الإسبانية. وفي ظل هذا السيناريو، يرى البعض في إسبانيا أن تفوق المغرب في الجانب العسكري قد يؤدي إلى اتخاذ خطوات استراتيجية من طرف المغرب،.. قد تشمل استعادة مناطق لا تعترف إسبانيا بسيادتها عليها، كمدينتي سبتة ومليلية وجزر أخرى.
تسلح المغــرب النوعي يهدد التفوق الاستراتيجي لإسبانيا
صحيح أن الصفقة الأخيرة لمروحيات الأباتشي تمثل إضافة قوية لترسانة المغرب العسكرية،.. إلا أنها ليست الصفقة الوحيدة التي أبرمها المغرب في مجال الدفاع خلال السنوات الأخيرة. يظهر الملف الدفاعي للمملكة المغربية تطورا ملحوظا واستراتيجيا، مما دفع العديد من المراقبين الإسبان إلى التحذير من أن هذا التقدم قد يهدد التفوق العسكري الإسباني ويقلل الفجوة بين البلدين.
في السنوات الأخيرة، أبرم المغــرب صفقات دفاعية هامة تضمنت طائرات أف16 بلوك 70/72 وتحديث أف16 بلوك 52 إلى معيار فايبر، مما زاد من قدرته الجوية والتكنولوجية. كما تم التعاقد على راجمات صواريخ أمريكية وإسرائيلية بمدى يصل إلى 300 كيلومتر، مما يمنح المملكة قدرة استراتيجية متقدمة.
وتتضمن الصفقات أيضا درونات صينية وإسرائيلية وتركية متطورة للمراقبة والاستطلاع والهجوم،.. مما يعزز قدرات المغــرب في مجال الدفاع. بالإضافة إلى ذلك، اشتملت الصفقات على نظم دفاع جوي متوسطة وبعيدة المدى،.. وردارات متقدمة، وأنظمة حرب إلكترونية.
يعتبر مراقبون إسبان أن هذه الصفقات تمثل تحديا للتفوق العسكري الإسباني وتقلل من الفجوة التقنية بين البلدين. وينادون بضرورة أن تتابع إسبانيا تطوير وتحديث تجهيزاتها العسكرية للمحافظة على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.