في مبادرة دينية ذات بعد توجيهي وتنويري، أمر الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، المجلس العلمي الأعلى بإصدار فتوى شاملة توضح القواعد الشرعية المتعلقة بالزكاة، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن المجلس.
وأوضح البلاغ أن الغاية من هذه الفتوى هي الاستجابة للتساؤلات المتزايدة للمواطنين والمواطنات بخصوص أحكام الزكاة، خاصة تلك المرتبطة بالأنشطة الاقتصادية الحديثة، مثل الأجور والخدمات والاستثمارات والمعاملات المالية، إضافة إلى تحديد النصاب والمقادير وآجال الأداء.
وتنفيذا للأمر الملكي، ستعكف الهيئة العلمية المكلفة بالفتوى على دراسة هذا الموضوع في أبعاده الشرعية والاقتصادية، مع إمكانية الاستعانة بخبراء متخصصين، على أن يتم الإعلان عن الفتوى للرأي العام في غضون شهر واحد. كما كشف المجلس عن مشروع إطلاق موقع إلكتروني مخصص للزكاة، يتيح للمواطنين طرح أسئلتهم والحصول على أجوبة وافية.
ويأتي هذا التوجيه الملكي، حسب البلاغ، في سياق الحرص على إحياء رسالة التذكير والتعليم الديني، على خطى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي قال: “ألا هل بلغت، ألا هل بلغت”. كما تزامن صدور هذا القرار مع احتفاء العالم بمرور 15 قرنا على ميلاد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، في دلالة رمزية تعكس الارتباط الوثيق بين الدين وحياة الناس.
ويؤكد هذا التوجه على الدور المحوري لأمير المؤمنين باعتباره الضامن لحماية الدين ورعاية شؤونه، وتجسيدا لوظيفته الدستورية في الحفاظ على ثوابت الأمة الروحية، عبر نشر العلم الصحيح وتيسير فهم الأحكام الشرعية بما ينسجم مع تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية.