تواصل بلادنا مواجهة تحديات بيئية خطيرة تتعلق بنقص المياه، التي تشهد تراجعا كبيرا في الموارد المائية بسبب استمرار حالة الجفاف على مدار السنوات الأخيرة، مما يهدد الفرشات المائية ويزيد من صعوبة تدبير المياه في مختلف المناطق. على الرغم من استفادة بعض الأقاليم من أمطار الخير في الأشهر الثلاثة الماضية، إلا أن التغيرات المناخية التي يشهدها المغرب أثرت بشكل مباشر على مستوى المياه الجوفية، حيث تراجع بشكل ملحوظ في عدد من الفرشات المائية الأساسية.
التقرير الرسمي حول حالة المياه الجوفية يكشف أن من بين الفرشات الأكثر تضررا، نجد فرشة “سايس” التي سجلت تراجعا بنحو 5,80 متر، بالإضافة إلى “الغرب” التي انخفضت بمقدار 6,90 متر، و”بوسبع” التي تراجعت بمقدار 6,08 متر. كما سجلت فرشة “برشيد” تراجعا بلغ 5,91 متر، وفرشة “سوس” التي تراجعت بمقدار 3,72 متر. ورغم جهود السلطات لمكافحة هذه الظاهرة، يبقى الاستغلال المفرط للمياه الجوفية، سواء للسقي أو للشارب، السبب الرئيسي في هذا التدهور.
وتستمر حالة الجفاف في التأثير على الوضع المائي على الصعيد الوطني خلال السنة الهيدرولوجية الحالية، التي امتدت من فاتح شتنبر 2023 إلى غاية 31 غشت 2024. ووفقا للمعطيات الرسمية، تم تسجيل عجز في التساقطات المطرية بنسبة 40.3% مقارنة مع المعدل السنوي، مما ساهم في تقليص الواردات المائية بنسبة 75%. هذا النقص الحاد في الموارد المائية يثير القلق في الأحواض المائية الكبرى التي تغذي مناطق المغرب المختلفة.
على سبيل المثال، سجل حوض “اللوكوس” عجزا في التساقطات المطرية بنسبة 7%، بينما سجل حوض “سبو” عجزا نسبته 27%. أما حوض “أبي رقراق والشاوية”، فقد سجل عجزا بنسبة 41%، بينما تجاوز العجز في حوض “ملوية” 48%. وحوض “أم الربيع” وحوض “تانسيفت” سجلوا عجزا بنسبة 44% في كل منهما. وفي الجنوب، تأثرت الموارد المائية بشكل أكبر، حيث سجل حوض “سوس-ماسة” عجزا كبيرا بلغ 58%، بينما بلغ العجز في حوض “درعة واد نون” 76%، وهو الرقم الأعلى بين جميع الأحواض.