شهد مجلس مدينة الدار البيضاء يوم الأربعاء 22 أكتوبر انعقاد الدورة العادية الثانية لشهر أكتوبر، في جلسة طغت عليها الملفات الكبرى المرتبطة بميزانية سنة 2026 ومشاريع البنية التحتية التي تعيد تشكيل ملامح العاصمة الاقتصادية.
وفي مقدمة هذه المشاريع، أعلنت نبيلة الرميلي، عمدة المدينة، عن تقدم الأشغال المتعلقة بإنشاء المعمل الجديد لمعالجة النفايات بمديونة، بعد أن تم اقتناء الوعاء العقاري المخصص له والذي تبلغ مساحته 260 هكتارا. المشروع الذي رصدت له تكلفة إجمالية تصل إلى 580 مليون درهم سيمتد على ثلاث سنوات، وقد جرى بالفعل أداء الشطر الأول من التمويل.
ولم يقف المشروع عند حدود المعالجة البيئية، بل يشمل رؤية اجتماعية أيضا، إذ سيتم على نفس الموقع تهيئة منصة خاصة بتجميع وتوطين باعة الخردة (الفرّايّة) على مساحة 50 هكتارا، في خطوة تهدف إلى تنظيم هذا القطاع غير المهيكل وتحسين ظروف عمل العاملين فيه.
وفي تصريح إعلامي، أوضح أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء، أن هذا المشروع يشكل أحد الالتزامات الأولى للمجلس الحالي، مضيفا: «نسعى إلى جمع كل باعة الخردة في فضاء واحد منظم خارج المدينة، خصوصا أولئك المنضوين في إطار جمعيات أو نقابات، لتقنين نشاطهم وضمان ظروف عمل آمنة».
وأشار أفيلال إلى أن اختيار مديونة لم يكن صدفة، إذ سيضم الموقع أيضا وحدة متطورة لتثمين النفايات المنزلية، ما سيجعل المنطقة مركزا بيئيا واقتصاديا جديدا في ضواحي البيضاء، ويساهم في الحد من الفوضى التي كانت تميز مواقع مثل سوق دالاس القديم بحي الحسني، الذي كان مركزا رئيسيا لتجارة الخردة لسنوات طويلة.
وخلال الجلسة، ناقش المجلس وصادق على عدد من الاتفاقيات والمشاريع العقارية، من بينها تعديل القرار المتعلق باقتناء الوعاء العقاري لكنيسة القلب المقدس الواقعة داخل حديقة الجامعة العربية، حيث جرى تعديل المساحة من 9870 متر مربع إلى 10534 متر مربع.
كما تمت الموافقة على مشروع إنشاء فضاء خاص بالألعاب الإلكترونية (E-sport)، في إطار انفتاح العاصمة الاقتصادية على الأنشطة الشبابية الحديثة التي تجمع بين الترفيه والتكنولوجيا، إضافة إلى إقرار مشروع الميزانية الجماعية لسنة 2026 ومجموعة من النقاط الأخرى المدرجة ضمن جدول الأعمال.


