قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني يوم الاثنين إن باريس تجدد دعمها الواضح والمستمر لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، معبرا عن إرادتها في التقدم في هذا الشأن. وأكد ذلك خلال زيارته للرباط. وفي مؤتمر صحافي بعد محادثاته مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، أعرب سيجورني عن فهمه للرهان الكبير للمغرب في هذا السياق، قائلا “حان الوقت للتقدم، وسأسعى لذلك شخصيا”. كما أعلن عن اقتراح باريس لإقامة شراكة استراتيجية للثلاثين عاما المقبلة مع المغرب.
وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد طلب من سيجورني بذل جهود فردية لتعزيز العلاقات مع المغرب،.. في ظل التوترات الشديدة التي شهدتها العلاقة بين البلدين في السنوات الأخيرة.
إقرأ أيضا: ناصر بوريطة يؤكد على طابع الاستثناء في العلاقات المغربية الفرنسية
أثار قرار فرنسا في شتنبر2021، بتخفيض عدد التأشيرات للمغاربة إلى النصف انتقادات حادة في المغرب. يعزى التوتر بين البلدين إلى سعي الرئيس ماكرون لتحقيق تقارب مع الجزائر،.. في حين قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في عام 2021.
من جهة فرنسا، عبرت السلطات عن استياءها بعد كشف تحقيق صحافي عام 2019 عن استهداف المغرب لأرقام هواتف ماكرون ووزراء ببرنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس”، اتهامات نفتها الرباط. في يناير 2023، أدى إدانة البرلمان الأوروبي لتدهور حرية الصحافة في المغرب إلى زيادة التوترات الدبلوماسية، حيث اعتبرت مسؤولون مغاربة أن فرنسا تقف وراء هذا القرار.
شهدت العلاقات جدلا في شتنبر، بسبب عدم استجابة المغرب لعرض فرنسا لتقديم المساعدة بعد الزلزال المدمر. بدا أن العلاقات وصلت إلى طريق مسدود حتى أقر السفير الفرنسي في المغرب في نونبرالماضي بأن قرار تقييد التأشيرات للمغاربة كان خطأ،.. وتم تعيين سفيرة مغربية في فرنسا بعد فترة من الشغور. بالإضافة إلى ذلك، تعهدت باريس بالوقوف “إلى جانب المغرب في القضايا الأكثر حساسية”.
وفي سياق متصل، استقبلت زوجة الرئيس الفرنسي بريجيت ماكرون يوم الاثنين شقيقات الملك محمد السادس في الإليزيه،.. في لفتة استهدفت إذابة الجليد مع الرباط بهدف استئناف الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.