الأكثر مشاهدة

خبير صحي: نظام التوقيت الحالي هو الأسوأ على صحة المغاربة

عاد المغرب، يوم الأحد 6 أبريل، إلى التوقيت الصيفي (غرينيتش +1)، مباشرة بعد نهاية شهر رمضان، في استئناف لما يعتبره المشرع “التوقيت القانوني الدائم” للبلاد، والذي يعتمد طيلة العام باستثناء شهر الصيام الذي يشهد تأخير الساعة بـ60 دقيقة.

لكن هذه العودة المتكررة إلى تغيير التوقيت ما بين الشتوي والصيفي، خاصة بشكل موسمي ومركز خلال فترة رمضان، لا تمر دون أن تثير تساؤلات في الأوساط الصحية والعلمية، إذ حذر الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، من التأثيرات المتراكمة لهذا التبديل على صحة المواطنين، خاصة حين لا تؤخذ هذه المسألة بجدية كافية ضمن المقاربات الرسمية.

في مداخلة تحليلية له، أوضح حمضي أن اختيار التوقيت الأنسب لأي بلد لا يمكن أن يتم استنادا إلى معيار واحد، بل يجب أن يشمل أبعادا متداخلة، منها: الصحة، الاقتصاد، الطاقة، الجوانب الاجتماعية والأمنية، إلى جانب اعتبارات تنظيمية.

- Ad -

أربعة سيناريوهات.. والأكثر ضررا هو ما يعتمد اليوم

حسب رؤية حمضي، هناك أربع صيغ رئيسية يجب المفاضلة بينها:

  1. التوقيت الشتوي الدائم (غرينيتش): يعتبره الأكثر ملاءمة للصحة العامة لأنه يحترم الإيقاع البيولوجي الطبيعي المرتبط بإشراقة الصباح.
  2. التوقيت الصيفي الدائم (غرينيتش +1): رغم أنه يخلق اختلالا طفيفا في توازن الساعة البيولوجية، إلا أنه يظل أقل ضررا من تغييرات التوقيت الموسمية.
  3. النظام التقليدي بتغيير الساعة مرتين سنويا (شتاء/ربيع): يفاقم آثار التوقيت الصيفي ويضيف إليها إكراهات التأقلم المتكررة، والتي قد تستمر لأسابيع.
  4. النظام المعتمد حاليا في المغرب: والذي يجمع بين التوقيت الصيفي وتغيير مزدوج خلال ستة أسابيع (رمضان وما بعده)، اعتبره حمضي “الأسوأ صحيا”، لأنه لا يمنح الجسم فرصة كافية للتأقلم، ما يتسبب في اضطرابات متعددة.

كما حذر من سيناريو خامس “غير واقعي”، يقوم على أربع تغييرات سنوية، لما سيخلقه من ارتباك في الصحة والحياة اليومية.

آثار بيولوجية ونفسية لا ترى بالعين المجردة

وأكد حمضي أن الجسم البشري يتناغم بيولوجيا مع إيقاع النهار والليل، خصوصا عبر ضوء الصباح، مما يعني أن أي خلل في هذا التوازن قد يؤدي إلى: اضطرابات في النوم، توتر، إرهاق مزمن، وتفاقم الأعراض لدى الأطفال والمسنين والعاملين الليليين.

ورغم أن غالبية الدول العربية والإسلامية لا تعتمد تغيير الساعة في رمضان، فإن المغرب لا يزال مستمرا في هذا الخيار الذي يبدو أنه يتجاهل التوصيات العلمية والصحية.

يرى الدكتور حمضي أن أفضل سيناريو من منظور صحي هو العودة إلى التوقيت الشتوي الدائم، لأنه الأقرب إلى المتطلبات الفسيولوجية للإنسان، داعيا إلى فتح نقاش وطني علمي حول الموضوع، بعيدا عن المقاربات التقنية أو الاقتصادية الصرفة.

مقالات ذات صلة