الأكثر مشاهدة

تبون يهاجم المغرب بسبب مناوراته العسكرية

أثار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون جدلا جديدا بتصريحاته الأخيرة لصحيفة “لوبينيون” الفرنسية، حيث عاد إلى انتقاد المغرب وفرنسا على خلفية تطورات دبلوماسية شائكة، خاصة بعد اعتراف باريس بمغربية الصحراء.

في الحوار، أبدى تبون تحفظات واضحة تجاه فرنسا، منتقدا موقفها من ملف الصحراء المغربية، إذ أكد أن “الجزائر كانت على علم مسبق بنية باريس الاعتراف بمغربية الصحراء”، معتبرا ذلك خروجا عن مبدأ “الشرعية الدولية” وفق رؤيته. كما أشار إلى لقاء جمعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة مجموعة السبع بإيطاليا، حيث ناقشا القضية قبل صدور القرار الفرنسي.

أما عن العلاقات مع المغرب، فقد حافظ تبون على نبرة تصعيدية، واصفا التوتر بين البلدين بأنه “أشبه بلعبة شطرنج حيث نضطر للرد على ما نعتبره أفعالا عدائية”. ولم يفوت الرئيس الجزائري الفرصة لإعادة التذكير بحرب الرمال عام 1963، متهما المغرب بالسعي وراء “طموحات توسعية”، دون الإشارة إلى الخلفيات التاريخية للصراع أو دور الجيش الجزائري في محاولات السيطرة على أجزاء من الصحراء المغربية خلال أحداث أمغالا.

- Ad -

تطرق تبون أيضًا إلى المناورات العسكرية التي يجريها المغرب، زاعما أنها شملت تعاونا مع إسرائيل قرب الحدود الجزائرية، في خطوة وصفها بأنها “مخالفة لسياسة حسن الجوار”. إلا أن المعطيات الميدانية تفيد بأن المناورات التي أجراها الجيش المغربي تمت مع الولايات المتحدة ضمن تدريبات “الأسد الإفريقي”، بمشاركة قوات دولية، بينها إسرائيل بصفة مراقب فقط، وهو ما لم تتطرق إليه تصريحات تبون.

لم تقتصر انتقادات تبون على المغرب، بل وسع هجومه ليشمل التيارات اليمينية الفرنسية، متهما وزير الداخلية المحافظ برونو روتايو بالسعي إلى “إذلال الجزائر” عبر تصريحاته الأخيرة. كما تطرق إلى قضية المؤلف الجزائري بوعلام صنصال، الذي اعتقل في الجزائر، معتبرا أنها “مسألة داخلية”.

تبون يكرس موقف ضبابي بشأن القضية الفلسطينية

أما بخصوص التطورات في الشرق الأوسط، فقد بدا أن الجزائر تتبنى موقفا أقل حدة من المعتاد تجاه إسرائيل، حيث صرّح تبون بأن بلاده “ستكون مستعدة للتطبيع مع إسرائيل في حال إقامة دولة فلسطينية”، في موقف يتناقض مع النهج الصارم الذي تبنته الجزائر لعقود في معاداة أي شكل من أشكال العلاقة مع تل أبيب. ويفسر التغيير في خطابه بالرعب الذي ينتاب قصر المرادية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

إقرأ أيضا: تبون يحذر فرنسا من دعم المغرب.. ويؤكد، سنكون أول المطبعين

يؤكد هذا الحوار استمرار الجزائر في نهجها التصعيدي تجاه المغرب وفرنسا، وسط محاولات لتبرير سياستها الخارجية أمام الرأي العام الداخلي والدولي. وبينما تحاول الجزائر إبراز نفسها كمدافع عن “الشرعية الدولية”، تبدو مواقفها متناقضة عندما يتعلق الأمر بقضايا أخرى، مثل التدخل في شؤون جيرانها أو موقفها غير الواضح من الأزمة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة