أدانت المملكة المغربية بشدة، في جلسة مفتوحة عقدت يوم الخميس 7 ديسمبر 2023 أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، الروابط القوية التي تم التأكد منها بين الجريمة المنظمة والإرهاب وظاهرة الانفصال في إفريقيا.
أنفانيوز ـ بقلم بشرى الخطابي
وفي سياق النقاش الذي أجراه المجلس حول موضوع “الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.. التحديات المتنامية والتهديدات الجديدة”، أعرب نائب الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، السيد عمر القادري، عن رفض بلاده للارتباط الوثيق بين الجماعات الإجرامية والمجموعات الإرهابية، فضلا عن الجماعات الانفصالية في إفريقيا. وأشار السيد القادري خلال كلمته إلى أن هذه الظاهرة تشكل تحديا خطيرا يواجه القارة الإفريقية، حيث تمثل هذه الروابط التهديد الكبير الذي يمكن أن يؤثر على استقرار المنطقة. كما دعا إلى تكثيف الجهود الدولية لمواجهة هذه التحديات والتصدي للتهديدات الجديدة التي تنشأ عن هذه الارتباطات الخطيرة.
تم تنظيم هذه الجلسة بمبادرة من جمهورية الإكوادور، التي تتولى رئاسة دورية لمجلس الأمن خلال شهر ديسمبر. وأكد السفير القادري أن المملكة المغربية تلعب دورا رائدا على الصعيدين الإقليمي والدولي، بهدف الوقاية من الجريمة بجميع أشكالها ومكافحتها، وتعزيز عدالة جنائية تستند إلى احترام المعايير الدولية.
تصدي المملكة المغربية للتحديات الأمنية من محاربة الجرائم
وأشاد السفير القادري بأن اختيار المملكة المغربية لاستضافة الدورة الـ93 للجمعية العامة للإنتربول يعكس الاحترام والثقة والتقدير الذي تحظى به المملكة ومؤسساتها الأمنية،.. تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس.
كما أوضح السفير القادري أن المغرب يستضيف حاليا في مدينة طنجة أعمال المؤتمر الـ47 لقادة الشرطة والأمن العرب، الذي يتناول استخدام التكنولوجيات الحديثة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف،.. فضلا عن محاور أخرى تشمل الجريمة السيبرانية والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.
أكد السفير القادري أن استراتيجية المغرب في مكافحة الإرهاب قد ساهمت في إحباط العديد من المخططات الإرهابية في عدة بلدان،.. وذلك بفضل التعاون الفعال الذي يمارسه المغرب. وفي إطار التصدي للفساد،.. أبرز السفير القادري التزام المغرب بمكافحة الفساد من خلال تفعيل التشريعات القانونية المعنية،.. وتجريم جميع أشكاله،.. وتنفيذ العقوبات بحق المتورطين. وأشار إلى أن المملكة وقعت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد،.. وكذلك اتفاقية الاتحاد الإفريقي لمكافحة الفساد.
وفي مجال مكافحة استعمال المخدرات والاتجار بها،.. أكد القادري أن المغرب جعل هذه القضية أولوية مركزية على الصعيدين الوطني والدولي،.. من خلال اعتماد استراتيجية شاملة ومتكاملة. ولافتا إلى أن هذه المقاربة نالت إعجاب المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفي سياق مكافحة الاتجار بالبشر،.. أوضح السفير القادري أن المغرب يقوم بجهود كبيرة، تشمل خطة عمل وطنية للفترة (2023-2026) واستراتيجية وطنية للفترة (2023-2030). كما أشار إلى التركيز الحالي على تطوير آلية الإحالة الوطنية لإنشاء مسارات لحماية ضحايا هذه الجريمة.
أشار نائب الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة إلى أن مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية تتطلب بشكل أساسي تعزيز دولة القانون وتطوير كفاءات السلطات المختصة في تنفيذ القانون،.. بالإضافة إلى تعزيز قدرات المؤسسات العامة في مجال مكافحة الفساد.
وأختتم بالتأكيد على ضرورة رفع مستوى الجهود الجماعية للمجتمع الدولي،.. بهدف بناء “أمن دولي وإقليمي” يستند إلى الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون الفعال .