اكتشف العلماء تزاوج البكتيريا بهدف تعزيز أنظمتها الدفاعية، وهو الأمر الذي قد يشكل خطوة مهمة نحو تطوير بدائل جديدة للمضادات الحيوية. أظهرت الدراسة التي أجريت في جامعة ساوثهامبتون، والتي نشرت في مجلة Cell Host and Microbe، أن البكتيريا قادرة على تعزيز أنظمتها الدفاعية لمواجهة هجمات فيروسات العاثيات.
ووفقا لتقرير PA Media، صرح ممثل عن الجامعة قائلا: “توضح هذه الدراسة الجديدة المبتكرة أن كل خلية بكتيرية تتكون من أنظمة دفاع متنوعة تتعاون وتجتمع لمكافحة التهديدات الفيروسية بشكل فعال. فيروسات العاثيات، أو العاثيات، يمكن اعتبارها ‘الأخيار’ في عالم الفيروسات.”
“تتميز هذه الكائنات المجهرية بشكلها العنكبوتي، وقدرتها على القضاء على البكتيريا الضارة دون التأثير على البكتيريا النافعة في أجسادنا. فهم كيفية استجابة البكتيريا لهذه الهجمات يعد أمرا ذو أهمية كبيرة لاستكشاف كيف يمكن استخدام هذه الفيروسات في مكافحة العدوى لدى البشر، كبديل للمضادات الحيوية.”
حرب البكتيريا ضد الفيروسات: تزاوج يساعد على هزيمة العدو
وأضاف الدكتور فرانكلين نوبريجا: “تماما كما يحمي نظام المناعة لدينا من الجراثيم الضارة،.. تمتلك البكتيريا نظام دفاع خاص يخلق درعا ديناميكيا ضد التهديدات الفيروسية. يمكن تصوره كما لو كانت خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة والخلايا التائية القاتلة تتحد لمحاربة الفيروس،.. وهذا بالضبط ما يحدث داخل خلايا البكتيريا. لقد كنا نفهم الدفاع البكتيري على أنه عمل فردي، ولكن اتضح أنه يشبه نظام الأصدقاء،.. حيث يجمع الثنائي الديناميكي للأنظمة الدفاعية قواها لتكوين رد فعل أقوى، مما يحمي الخلية من التدمير.”
نفذ الباحثون، بدعم من Wessex Medical Trust والمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة،.. تحليلا لمجموعات البيانات المتاحة بهدف اكتشاف أنماط أنظمة الدفاع المقترنة في الجينوم (تعليمات الحمض النووي الخلوي) لـ 42000 بكتيريا، ومن بينها الإشريكية القولونية.
تم التركيز خلال البحث على الأزواج التي حدثت بتكرار أكبر من المتوقع من خلال التحليل العشوائي. بعد ذلك، اختار العلماء مجموعة من هذه العناصر وأجروا اختبارات في المختبر لتعزيز مناعة الفيروس،.. مركزين خصوصا على مفهوم “التآزر”، أي التأثير الدفاعي الذي يكون أقوى عندما تتفاعل عناصر البكتيريا معًا بشكل تكاملي.
أكد المتحدث أن مقاومة مضادات الميكروبات تعتبر واحدة من أهم عشر تحديات للصحة العامة على مستوى العالم،.. وشدد على أهمية البحث في تعزيز استراتيجيات مكافحتها.
وفيما يتعلق بالتطبيق العملي، قال المتحدث: “يمكن للعثيات أن تساهم في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية،.. حيث يمكن لقدرتها على القضاء على البكتيريا الضارة بشكل انتقائي أن تجعلها بديلا فعالا للمضادات الحيوية، مع الحفاظ على البكتيريا النافعة”.
وختم بالتأكيد على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لتحسين العلاجات وضمان استخدامها بشكل واسع قبل أن يتم تطبيقها في المجتمع.