في ظل انتشار واسع لمنشورات صانعي محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن ظهور أعراض مرضية مقلقة يعتقد أنها مرتبطة بالحليب غير المبستر، يخيم الصمت الرسمي على وزارة الصحة التي لم تصدر إلى حدود الساعة أي بيان توضيحي يطمئن المواطنين أو يكشف الحقيقة.
عدد من المؤثرين والمستخدمين نشروا مقاطع مصورة تتحدث عن تفشي مرض السل، مشيرين إلى حالات متفرقة لأشخاص – بينهم مشاهير – ظهرت عليهم أعراض من قبيل انتفاخ في العنق وصعوبة في التنفس. هؤلاء روجوا لفكرة أن السبب يعود إلى استهلاك الحليب غير المبستر ومشتقاته، ما زاد من قلق الأسر المغربية التي سارعت للتوقف عن شراء الحليب الطبيعي من الأسواق الشعبية، في انتظار تأكيد أو نفي رسمي.
الخطير في الأمر، أن الإشاعات أخذت بعدا جماهيريا سريعا، خصوصا مع تداول قصص شخصية توحي بوجود حالات حقيقية، دون أن يتم التحقق من مصادرها الطبية أو التأكد من تشخيصها السريري، ما فتح الباب أمام موجة من التخمينات والهلع.
الغريب هو غياب أي تفاعل من وزارة الصحة أو الجهات المعنية بالأمن الغذائي، رغم حساسية الموضوع الذي يهم الصحة العامة. صمت الجهات الرسمية ترك فراغا استغلته بعض الحسابات المشكوك في مصداقيتها لبث الخوف وزعزعة الثقة في سلامة المواد الغذائية المعروضة في الأسواق.
إقرأ أيضا: مرض السل في المغرب: 9 حالات وفاة و96 إصابة جديدة كل يوم
في المقابل، يرى خبراء أن مثل هذه الإشاعات لا يمكن مواجهتها إلا بخطاب تواصلي رسمي واضح، يصدر عن وزارة الصحة ومكتب السلامة الصحية، يحدد الوقائع، ويخضع العينات المشتبه فيها للتحليل، مع إطلاق حملات توعية بشأن مخاطر استهلاك الحليب غير المبستر في حالة ثبوت وجود خطر فعلي.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تطرح على السلطات مسؤولية التدخل السريع لحماية صحة المواطنين، سواء من المرض في حال وجوده، أو من الرعب الجماعي الذي قد يفضي إلى نتائج لا تقل ضررا عن الوباء نفسه.