الأكثر مشاهدة

تفاصيل المشروع الذي سيجعل الدار البيضاء في مأمن من أزمة المياه

بعيدا عن العناوين السياسية والصراعات اليومية، يخط المغرب بصمت مشروعا استراتيجيا غير مسبوق، قد يشكل نقطة تحول حقيقية في أمنه المائي. إنه مشروع محطة تحلية المياه بسيدي رحال، جنوب مدينة الدار البيضاء، والذي من المرتقب أن يصبح الأكبر في إفريقيا، والأوسع عالميا من حيث اشتغاله الكامل بالطاقة المتجددة.

تحلية المياه بالطاقة النظيفة.. المغرب يطلق أضخم مشروع من نوعه في إفريقيا

500 مليون أورو هي القيمة الإجمالية لهذا الورش الضخم، الذي يهدف إلى تصميم وبناء وتشغيل وصيانة محطة لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاجية تتجاوز 800 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما سيكفي لتأمين الماء الشروب لأكثر من 7,5 ملايين نسمة في الدار البيضاء الكبرى ومحيطها.

وراء هذا المشروع يقف كونسورتيوم دولي مغربي-إسباني، يضم شركة Acciona الإسبانية، وشركتي Green of Africa وAfriquia Gaz المغربيتين، حيث سيتم إنجاز المشروع على مرحلتين، الأولى بإنتاج يومي يبلغ 559 ألف متر مكعب، والثانية بإضافة 279 ألف متر مكعب إضافية.

- Ad -

وقد أعلنت شركة المحاماة الدولية White & Case LLP أنها تولت تقديم الاستشارة القانونية للممولين، عبر فريق ضم أسماء بارزة من باريس وطوكيو ومدريد وأبو ظبي وهامبورغ.

من الناحية المالية، ساهمت عدة مؤسسات في تمويل المشروع، أبرزها FIEM الإسباني عبر “معهد الائتمان الرسمي”، وSociété Générale، وبدعم من وكالة CESCE للتأمين، إضافة إلى البنوك المغربية: التجاري وفا بنك، والبنك الشعبي، وبنك إفريقيا. كما تم تقديم قرض مرحلي بقيمة 120 مليون أورو لتغطية الأشغال الأولية ريثما تستكمل الترتيبات المالية النهائية.

ويشار إلى أن الحكومة الإسبانية كانت قد خصصت 351 مليون أورو لهذا المشروع عبر ثلاث أدوات تمويل عامة، من ضمنها 250 مليون أورو من FIEM، و70 مليون أورو بضمان CESCE، و31 مليون أورو عبر صندوق FIEX لدعم استثمارات Acciona في المغرب.

الورش الجديد يدخل ضمن الرؤية الاستراتيجية للمغرب في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب والري 2020-2027، وينجز بشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث سيكون المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE) أحد الأطراف الأساسية، مع ضمان تشغيل المحطة مدة 30 سنة، منها ثلاث سنوات مخصصة للبناء.

مشروع سيدي رحال لا يعكس فقط تحولا تقنيا أو بيئيا، بل يؤكد أن المغرب يراهن على المستقبل من خلال مقاربات شجاعة تتجاوز الاعتماد على الموارد التقليدية، وتؤمن حاجيات الملايين بطريقة مستدامة، في سياق عالمي يزداد فيه التوتر حول الماء والغذاء.

مقالات ذات صلة