تواجه مدينة الدار البيضاء وضواحيها تحديات غير مسبوقة في مجال الموارد المائية، مما دفع السلطات المحلية إلى اتخاذ خطوات حازمة للحد من استهلاك المياه وتوزيعها بشكل أكثر كفاءة. مع تزايد حدة أزمة المياه في المنطقة، وجدت السلطات نفسها مضطرة لاتخاذ تدابير جذرية، من بينها قطع التزوّد بالمياه عن بعض الجماعات الترابية لفترات زمنية محددة، كجزء من استراتيجية شاملة لإدارة هذه الأزمة.
في إطار هذه الإجراءات الطارئة، أعلنت سلطات الدار البيضاء عن برنامج لتقنين توزيع المياه يشمل عدة جماعات ترابية. ومن بين هذه الجماعات، نجد الدروة وأولاد عبو، حيث تم إبلاغ السكان بقطع التزود بالماء يوميا من منتصف الليل حتى الساعة السادسة صباحا. وفي إقليم برشيد والجماعات المحيطة به، تم تطبيق إجراءات أكثر تشديدا، إذ يقطع التزود بالماء من الساعة التاسعة مساء حتى منتصف اليوم التالي. هذه الإجراءات تهدف إلى الحفاظ على ما تبقى من الموارد المائية في ظل استمرار أزمة المياه وتراجع مستويات الخزانات.
لم تقتصر تدابير السلطات على قطع التزوّد بالمياه،.. بل تم توسيعها لتشمل إجراءات أخرى تهدف إلى تقليل الطلب على المياه في المناطق الأكثر تضررا. على سبيل المثال، تم فرض إغلاق مؤقت على الحمامات ومحلات غسل السيارات لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع،.. وهو إجراء يهدف إلى تقليل الاستهلاك اليومي للمياه في هذه الأنشطة التي تعد من بين الأكثر استهلاكا للمياه في المدينة.
نحو تأمين إمدادات مياه مستدامة في الدار البيضاء
إلى جانب هذه التدابير الفورية،.. تعمل سلطات الدار البيضاء على تنفيذ خطط طويلة الأمد لضمان استدامة الموارد المائية في المنطقة. نبيلة الرميلي، رئيسة المجلس الجماعي للدار البيضاء،.. دعت إلى ضرورة تخفيض صبيب المياه بشكل مدروس ومخطط له بعناية لتجنب انقطاع كامل في التزود،.. والذي قد يؤدي إلى تداعيات اجتماعية واقتصادية كبيرة. ومن بين الحلول المقترحة، جلب المياه من حوض أبي رقراق،.. بالإضافة إلى الاستفادة من المياه المحلاة من محطة جديدة في مدينة الجديدة،.. وهي خطوة تعتبر جزءا من استراتيجية أكبر لتنويع مصادر المياه وتعزيز القدرات المحلية في مواجهة أزمة المياه المتفاقمة.