تعيش منطقة تافيلالت هذه الأيام على إيقاع تمرين عسكري ضخم يحمل اسم “شرقي 2025”، تشارك فيه وحدات من القوات المسلحة الملكية المغربية إلى جانب عناصر من الجيش الفرنسي، في إطار التعاون الدفاعي الوثيق الذي يجمع البلدين. ويهدف هذا التمرين إلى تعزيز التنسيق العملياتي وتبادل الخبرات الميدانية بين الجانبين، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة التي تعرفها المنطقة.
ويرتكز تمرين “شرقي 2025” على محاكاة رد جماعي على عدوان يستهدف السلامة الترابية للمملكة، من خلال مزيج من التمارين التخطيطية (CPX) والمناورات الميدانية الحية (LIVEX)، حيث يتم الدمج بين القوات البرية والجوية في بيئة عملياتية واقعية تحاكي ظروف المعركة الحديثة.
ويشارك في المناورات عدد من الوحدات المتخصصة من الطرفين، بما في ذلك مروحيات “غزالة” المغربية ونظيرتها الفرنسية من طراز NH90 وTigre، إلى جانب دبابات M1A2 Abrams المتطورة، في مشهد يجمع بين الانضباط التكتيكي والدقة الميدانية داخل تضاريس قاسية تجمع بين جبال الأطلس والرمال الصحراوية وتقلبات الحرارة.
وتمثل هذه التدريبات المشتركة فرصة لاختبار جاهزية القوات المسلحة الملكية وقدرتها على العمل ضمن تحالفات متعددة الجنسيات، فضلا عن تطوير التكامل العملياتي في مواقف قتالية افتراضية ذات طابع واقعي.
كما يعكس تمرين “شرقي 2025” العمق الاستراتيجي للشراكة الدفاعية بين المغرب وفرنسا، والتي تمتد لعقود من التعاون في مجالات التدريب والتجهيز والتخطيط العسكري، مما يرسخ مكانة المملكة كشريك موثوق في جهود حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
ويؤكد هذا التمرين مرة أخرى أن القوات المسلحة الملكية المغربية لا تكتفي بتطوير قدراتها الذاتية، بل تنفتح أيضا على تجارب دولية متقدمة، في إطار رؤية دفاعية شاملة تهدف إلى حماية سيادة البلاد وتعزيز حضورها في محيطها الإقليمي والدولي.