تواجه أسواق النفط العالمية تحديات جديدة ورياحا عكسية متوقعة في عام 2024، وفي هذا الإطار، نشرت يورونيوز بيزنس تقريرا يلقي نظرة على التوقعات المتعلقة بأهم سلعة في العالم، وهي النفط.
يتوقع تقرير يورونيوز بيزنس ركود، وتباطؤ عميق في اقتصادات الدول الكبرى،.. وتراجع الطلب الصيني على النفط، إلى جانب انخفاض متوقع في الإنتاج، وكلها عوامل ستؤثر في أسواق النفط في عام 2024.
لفهم الوضع الحالي، يلخص التقرير أداء أسواق النفط الخام في عام 2023.
يتسم أداء أسواق النفط في هذا العام بخصائص فريدة، حيث شهد تخفيضات طويلة المدى في الإنتاج من قبل أوبك +، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، والتي تمثل 40% من إمدادات النفط العالمية.
في إبريل 2023، أُعلنت تخفيضات إضافية بلغت 1.65 مليون برميل يوميا، فوق التخفيضات السابقة المتفق عليها بمقدار 2 مليون برميل يوميا منذ أكتوبر 2022. وبهذا يصبح إجمالي التخفيضات حوالي 3.66 مليون برميل يوميا، ما يعادل تقريبا 3٪ من الطلب العالمي على النفط. ردت الأسواق بإيجابية على هذا التطوير، حيث شهدت ارتفاعا في أسعار النفط.
واكتسب هذا الاتجاه المزيد من الزخم عندما قررت المملكة العربية السعودية، القائد الفعلي لمنظمة أوبك وواحدة من أكبر ثلاثة منتجين للنفط في العالم، في يونيو 2023، التطوع لتخفيضات إضافية قدرها مليون برميل يوميا “بهدف دعم الاستقرار والنمو”. توازن أسواق النفط”. وبلغت أسعار النفط ذروتها عند 97 دولارا، بزيادة قدرها 25٪ منذ يونيو 2023. ومؤخرا في نونبر، وافقت أوبك + أيضا على تمديد التخفيضات إلى الربع الأول من عام 2024.
وبصرف النظر عن ذلك،.. استمر التعافي الاقتصادي في الصين في إحباط أي ارتفاع مستدام وكبير في أسعار النفط. وسجلت الدول الأوروبية أيضا تباطؤا اقتصاديا مع انخفاض الطلب على النفط في ألمانيا بمقدار 90 ألف برميل يوميا في عام 2023، وفقا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية. علاوة على ذلك، انخفض نشاط التصنيع في الولايات المتحدة لمدة 13 شهرا متتاليا.
وفي الوقت نفسه، كان للحرب في الشرق الأوسط تأثير طفيف على أسعار النفط.
توقعات أسواق النفط لعام 2024
توقعات أسعار النفط لعام 2024 تظهر وفرة في العرض نتيجة لتباطؤ النشاط الاقتصادي وزيادة الإنتاج الأمريكي، الذي وصل إلى مستويات قياسية. تبقى الأسواق مشبعة بالنفط بفضل جهود البرازيل وجويانا والنرويج وكندا. تتساءل النقاشات عما إذا كانت أسعار النفط ستصل إلى 100 دولار في عام 2024، ولكن دون نقاط اشتعال جيوسياسية، يكاد يكون حدوث ذلك غير ممكن.
وكالة الطاقة الدولية تتوقع زيادة في الطلب العالمي على النفط في عام 2024،.. مشيرة إلى ارتفاع استهلاك العالم للنفط بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا، مع مساهمة إنتاج منتجين خارج أوبك بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا. تختلف توقعات أوبك قليلا، حيث تتوقع زيادة قدرها 2.25 مليون برميل يوميا في عرض النفط.
فيما يتعلق بالأسعار، يظهر التحليل الفني دعما قويا عند مستوى 65 دولارا لخام غرب تكساس الوسيط و60 دولارا لخام برنت في حالة حدوث ركود عالمي. توقعات بنك جولدمان ساكس تشير إلى انخفاض متوسط سعر خام برنت إلى 80-81 دولارا بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي. وفي هذا السياق، تتقارب توقعات وكالة الطاقة الدولية مع سعر 82.57 دولارا لبرميل النفط في عام 2024. يتوقع بنك باركليز سعرا أعلى يبلغ 93 دولارا، بينما تتوقع ستاندرد آند بورز جلوبال سعرا قدره 85 دولارا.
الاتجاه الأهم لتوقعات أسعار النفط في عام 2024 يرتبط بحالة الاقتصاد العالمي،.. حيث يعكس الطلب على النفط مدى نشاط الاقتصاد. تقدير أوبك+ للتباطؤ المستقبلي في الاقتصاد العالمي كان السبب وراء خفضها للإنتاج. ومع دخول عام 2024،.. يظهر أن المؤشرات الاقتصادية العالمية ليست قوية،.. مما يزيد من احتمال حدوث ركود، وبالتالي، يزيد احتمال هبوط أسعار النفط في عام 2024.
كيف يؤثر ارتفاع أسعار النفط في السوق على المستهلكين؟
يعد النفط الخام من أهم السلع استراتيجيا في جميع أنحاء العالم،.. حيث يؤثر سعره على مختلف قطاعات الاقتصاد ويلقي بظلاله على جميع جوانب حياتنا، حيث يوجد أكثر من 4000 منتج فرعي يرتبط بالنفط.
إرتفاع أسعار النفط يسهم في زيادة تكاليف النقل، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب ارتفاع أسعار النفط في رفع أسعار الطاقة بشكل عام، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات التضخم وتقليل قوة الشراء للمستهلكين.
ووفقا لتوقعات موظفي النظام الأوروبي، يظهر أن ارتفاع أسعار النفط بنسبة 1% قد يتسبب في انخفاض متوسط يقدر بحوالي -0.02% في مستوى الناتج المحتمل لمنطقة اليورو.
على الرغم من التحديات المتوقعة في عام 2024، يمكن للمستهلكين أن يشعروا ببعض الارتياح،.. إذ من المتوقع أن تظل أسعار النفط ضمن نطاق مستقر أو أن تتجه نحو الانخفاض مقارنة بعام 2023،.. خاصة مع توقع استمرار تباطؤ الاقتصاد العالمي.