حققت جامعة بوليتيكنيك محمد السادس بمدينة ابن جرير إنجازا علميا جديدا، بعدما تصدرت قائمة جامعات شمال إفريقيا في التصنيف العالمي لمؤسسة “تايمز للتعليم العالي” لعام 2026، مؤكدة بذلك مكانتها كصرح أكاديمي مغربي رائد في البحث العلمي والابتكار.
وبحسب نتائج التصنيف، تمكنت الجامعة من تحسين موقعها عالميا بشكل لافت، إذ انتقلت إلى الفئة 351–400، بعدما كانت ضمن أفضل 500 جامعة في العالم في تصنيف السنة الماضية. ويعد هذا التقدم ثمرة عمل مؤسساتي متواصل، ورؤية استراتيجية تجمع بين البحث العلمي الموجه للتنمية المستدامة والانفتاح على محيطها الاقتصادي والاجتماعي.
تأسست جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية سنة 2012، بعدما وضع الملك محمد السادس حجر أساسها، لتكون نموذجا للجامعات الحديثة التي تمزج بين الابتكار الأكاديمي والبحث التطبيقي في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبيئة والذكاء الاصطناعي.
واستطاعت الجامعة المغربية أن تتفوق على جميع الجامعات الوطنية المصنفة وعددها 12، كما تجاوزت نظيراتها في دول شمال إفريقيا، من الجزائر وتونس ومصر وليبيا. وجاءت بعدها في الترتيب الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST) وجامعة كفر الشيخ، وكلها تم تصنيفها ضمن الفئة 601–800 عالميا. فيما حلت جامعة تونس المنار في الفئة 801–1000.
وعلى الصعيد الدولي، واصلت جامعة أكسفورد البريطانية ريادتها باحتلالها المركز الأول عالميا للعام العاشر على التوالي، في حين ضمت قائمة العشر الأوائل سبع جامعات أمريكية، ما يعكس استمرار هيمنة المؤسسات الأنجلوساكسونية على قمة التعليم العالي.
وفي السياق العربي، تصدرت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالمملكة العربية السعودية التصنيف، محتلة المرتبة 184 عالميا، رغم تراجعها الطفيف مقارنة بالعام السابق حين احتلت المركز 176.
ويشكل هذا التتويج الجديد لجامعة بوليتيكنيك محمد السادس إشادة دولية بقدرة المغرب على بناء نموذج جامعي تنافسي، يسهم في تطوير البحث العلمي الإفريقي، ويؤكد أن الاستثمار في التعليم العالي والبحث التطبيقي بات أحد أعمدة الرؤية المغربية نحو التنمية المستدامة والمعرفة.