انتصبت نسخة أصغر من برج إيفل الفرنسي الشهير في مدينة تاوريرت بشمال شرق المغرب،.. وهذا الحدث أثار جدلا واسعا بين المغاربة. بعضهم رحب بالفكرة معتبرين أنها تعزز السياحة وتزيد من شهرة المدينة،.. في حين رأى آخرون أن هذه الخطوة تعبر عن استمرار التأثير الاستعماري الفرنسي في المغرب.
تم تصوير مقطع فيديو للمجسم الذي أثار الجدل وشاركه نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي. يتميز المجسم بشبه كبير مع برج إيفل الفرنسي،.. ولكن الاختلاف الرئيسي هو وجود نجمة علم المغرب في الجزء العلوي من المجسم فوق تاج ملكي.
هكذا تفاعل نشطاء مع “المعلمة”
أثار هذا المجسم مناقشات وانتقادات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، عبر عبد العالي أشرنان بسخرية عن رأيه في تغريدة،.. حيث قال إن مدينة تاوريرت ستحتاج الآن إلى تأشيرة لزيارتها بسبب وجود برج إيفل الصغير. وكتب: “بعدما تم بناء برج إيفل في باريس، تاوريرت في المغرب تقرر فرض تأشيرة دخول على السياح القادمين من خارج المدينة لتمويل بناء برج بيزا المائل. ربما نحن لا نمزح!”
من جهته، أوضح محمد أن تاوريرت تجذب الكثير من الجالية المغربية المقيمة في فرنسا، وهذا هو السبب وراء اختيار المدينة لوضع المجسم. وقال: “أنا ابن مدينة تاوريرت، الفكرة تأتي من توجه المدينة كوجهة سياحية صيفية تستقطب الجالية المغربية في أوروبا بشكل عام، وفي فرنسا بشكل خاص. المكان الذي تم وضع المجسم فيه هو منتجع صيفي يستقطب المهاجرين وأبناء الوطن في فصل الصيف”.
من ناحية أخرى، عبرت سلمى عن اعتقادها بأهمية الحفاظ على التراث الوطني المحلي، مشيرة إلى أن هذه الأفكار لا تشجع على ذلك. وقالت: “ترسيخ فكرة الاستعمار نحاول التخلص من بقاياه وهؤلاء يعيدوننا للوراء، السياح يأتون لرؤية تراثنا وآثارنا، لا نحتاج لقطع مصممة على طريقة فرنسا. الاستعمار متجذر للأسف”.
وأبدى الناشط كمال دعمه للفكرة قائلا: “ما المانع؟ سيعرف العالم كلها أين تقع تاوريرت وسيزورونها وستشجع السياحة الداخلية، وهذا البرج أصلاً ملك للإنسانية كلها وليس فقط لفرنسا”.
تاوريرت تتخلى عن برج إيفل الصغير
بعد الجدل الذي أثارته هذه الخطوة وتباين الآراء بشأنها، قررت إدارة المجمع إزالة المجسم من مكانه. يذكر أن ارتفاع المجسم بلغ 27 مترًا وتم تصنيعه من الحديد والصلب، بينما يبلغ ارتفاع برج إيفل الفرنسي أكثر من 320 مترًا ويتألف من 18 ألف قطعة حديد مربوطة بأكثر من مليوني مسمار.