وسط مشاعر مختلطة من الرجاء والخوف، استقبل المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بمدينة سطات خلال الأسبوع الجاري مئات المرضى الذين جاؤوا من مختلف القرى والمداشر، بحثا عن فرصة لاستعادة نور البصر. وفي ظرف خمسة أيام فقط، تمكنت حملة طبية إنسانية من إجراء 450 عملية جراحية ناجحة لإزالة “الجلالة” أو ما يعرف طبيا بالساد.
هذه المبادرة، التي نظمتها مؤسسة البصر العالمية بتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبتنسيق مع عمالة إقليم سطات والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، شكلت نافذة أمل للفئات الهشة التي تعيش على هامش المنظومة الصحية وتجد صعوبة في ولوج العلاج بسبب التكاليف المرتفعة أو بعد المراكز الطبية المتخصصة.
أكثر من 4000 استشارة في ظرف وجيز
الحملة الطبية، التي امتدت من 1 إلى 5 يوليوز الجاري، عرفت تعبئة استثنائية لطاقم طبي وشبه طبي، يتألف من أطباء عيون أجانب وممرضين وتقنيين، تمكنوا من إجراء أزيد من 1000 فحص طبي في اليوم الواحد، بالإضافة إلى ما يناهز 120 عملية جراحية يوميا لإزالة المياه البيضاء.
وصرح عبد الرحمان بنزينب، عضو الهيئة المنظمة، أن هذه الحملة تعد الثانية من نوعها بعد مبادرة سابقة بدار بوعزة، مؤكدا أن العمليات أجريت في ظروف مهنية جيدة، حيث استفاد المرضى أيضا من توزيع أدوية، ونظارات لتصحيح البصر، وأخرى شمسية لحماية أعينهم بعد العملية.
الحملة بسطات تمثل محطة ثانية ضمن سلسلة من المبادرات الطبية التضامنية، حيث يرتقب تنظيم المرحلة الثالثة بمدينة الجديدة، على أن تختتم المرحلة الأخيرة بمدينة الخميسات.
وبينما عبر المستفيدون عن امتنانهم الكبير لهذه البادرة التي أنقذتهم من العمى أو من معاناة طويلة مع فقدان تدريجي للبصر، لم يخف بعض المواطنين الذين لم تشملهم الحملة مشاعر الحزن، متسائلين عن دور الدولة في تعميم مثل هذه المبادرات، خصوصا أن مرض “الجلالة” يصيب الآلاف من المغاربة كل سنة، ولا تتوفر لهم بنية استشفائية عمومية قادرة على التكفل بهم مجانا.