تمكن فريق بحث مغربي من تحقيق إنجاز جديد عبر الجمع بين تقنيات الاستشعار عن بعد والملاحظات الميدانية لرسم خريطة دقيقة لمناطق واعدة بالثروات المعدنية في منطقة موكور قرب گوراما، شرقي الأطلس الكبير. هذا الاكتشاف، الذي نشرته مجلة “Scientific Reports” التابعة لمجموعة “Nature”، يفتح آفاقا جديدة لفهم جيولوجيا هذه المنطقة التي ما تزال بكرا من حيث التنقيب والاستغلال.
وقد ركزت الدراسة على تحليل مظاهر التحولات الهيدروحرارية والبنيات التكتونية التي يحتمل أن تختزن معادن نفيسة. ويشير الباحثون إلى أن طبقات العصر الباليوزوي التي تطفو على سطح المنطقة قد تخفي رواسب غنية بالزنك والرصاص والنحاس والحديد والمغنيسيوم، فضلا عن معادن كربونية مثل السيديريت والأنكريت.
اعتمادا على بيانات القمرين الصناعيين “ASTER” و”Landsat 8″،.. التي دعمت بتحريات ميدانية دقيقة وتحاليل بتروغرافية،.. تمكن الفريق العلمي من تحديد عدة مناطق واعدة حول فوالق “تيت ن علي”، و”تيجان”،.. و”تلحاريت”، و”تملاحل”، حيث بدت إشارات التحول المعدني أكثر كثافة.
ويرى معدو الدراسة أن هذه المناطق المتأثرة بالتحولات الهيدروحرارية ترتبط ارتباطا وثيقا بالشبكات التكتونية النشطة،.. مؤكدين أن الفوالق الكبرى تسهم بشكل حاسم في حركة السوائل المعدنية،.. مما يسهل ترسب المعادن الثمينة على طول الشقوق الجيولوجية.
ولم تتوقف أهمية البحث عند حدود المنطقة المدروسة،.. بل قدم الفريق العلمي مقاربة جديدة قابلة للتطبيق في مناطق أخرى تشترك معها في الخصائص الجيولوجية. هذا التقدم العلمي يتماشى مع التوجهات الوطنية الرامية إلى توسيع آفاق الاستغلال المعدني ليشمل مناطق أقل شهرة،.. لاسيما في البيئات القاحلة والوعرة.
في سياق بحث المغرب عن مصادر جديدة لدعم اقتصاده المنجمي وتخفيف الضغط عن الأحواض التاريخية،.. تبرز نتائج هذه الدراسة كخطوة استراتيجية قد تعيد رسم خارطة المعادن بالمملكة لعقود قادمة.