الأكثر مشاهدة

“ديلي تلغراف” البريطانية: طنجة “مدينة الأحلام” التي جمعت بين الأصالة والحداثة

في تقرير لافت، سلطت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الضوء على مدينة طنجة، واصفة إياها بأنها “مدينة الأحلام” التي نجحت في التحول دون أن تفقد سحرها التاريخي وجاذبيتها الفنية. الصحيفة أشارت إلى أن عدد سكان طنجة قفز من حوالي 400 ألف نسمة في سبعينيات القرن الماضي إلى أكثر من 1,3 مليون اليوم، مع أحياء حديثة وبنية متطورة، لكنها في الوقت نفسه حافظت على ملامحها الأصيلة.

ورغم هذا التوسع العمراني، يكتب التقرير، ما تزال المدينة القديمة تحتفظ بمتاهتها الساحرة من الأزقة الضيقة والممرات المتعرجة التي تنحدر من القصبة إلى مضيق جبل طارق. هذا المزيج من العراقة والحداثة جعل طنجة، بحسب الصحيفة، مصدر إلهام دائم للفنانين والكتّاب عبر العقود.

الكاتب الأميركي الشهير بول بولز، مؤلف رواية شاي الصحراء، اتخذ من طنجة موطنا منذ عام 1947 حتى وفاته سنة 1999، واصفا المدينة بأنها “مدينة أحلام… بمناخ حالم وخطير في آن واحد”. كما أشار التقرير إلى تأثير البريطاني كريستوفر جيبز، أحد رموز ستينيات لندن، الذي استقر بطنجة سنة 2006 وساهم في الحفاظ على الكنيسة الأنغليكانية سانت أندرو. الكنيسة، التي شيدت عام 1894 على أرض أهداها السلطان الحسن الأول إلى الملكة فيكتوريا، تتميز بمئذنة ذات طابع مغربي ونقوش فوق المذبح، بينما يضم مقابرها شخصيات بريطانية بارزة بينها الصحفي والتر بورتون هاريس. فيلا هاريس الشهيرة في مالاباطا، والتي كانت مقر إقامته، تحولت اليوم إلى متحف فني يحتضن مجموعة ثمينة من اللوحات الأوروبية والمغربية من القرون الثامن عشر إلى العشرين.

- Ad -

كما استعاد التقرير اسم ديفيد هربرت، ابن إيرل بيمبروك الخامس عشر، الذي حوّل منزله في طنجة منذ ثلاثينيات القرن الماضي إلى نقطة التقاء محورية للجالية البريطانية. ديلي تلغراف أشادت أيضا بالتحول الكبير الذي شهدته المدينة، من نظافة الشوارع إلى أجوائها المريحة، معتبرة أنها ما زالت تحتفظ بغموضها وجاذبيتها الأسطورية.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن “طنجة تعرف جيدا كيف تفصح عن سحرها بطرق غامضة”، مؤكدة أن المدينة التي أسرَت خيال الرحالة والفنانين منذ عقود لا تزال اليوم تمثل مزيجا فريدا من الأصالة والحداثة، لتبقى بحق “مدينة الأحلام” التي لا ينطفئ بريقها.

مقالات ذات صلة