أعلن خوان فيفاس، رئيس مدينة سبتة المحتلة، خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي الإسباني الثالث بالمدينة، أن الاعتماد على التجارة الحدودية لم يعد كافيا لضمان اقتصاد محلي مستقر، مشيرا إلى أن سياسة التقنين الجمركي بعد إنهاء المغرب للتهريب المعيشي الذي كان يشكل رافدا اقتصاديا للمدينة، تستلزم البحث عن نموذج اقتصادي بديل.
وقال فيفاس أمام ممثلين عن المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص والهيئات العسكرية، إن مدينة سبتة بحاجة إلى الانتقال إلى نموذج اقتصادي متنوع يدمجها بالكامل ضمن الإطار الأوروبي ويعزز دورها داخل إسبانيا، بعيدا عن الاعتماد التقليدي على الحدود كمصدر للدخل. وأضاف: “النموذج الاقتصادي الجديد يجب أن يركز على المزيد من أوروبا والخدمات الرقمية، مع الحفاظ على القطاعات الحيوية التقليدية مثل الميناء والسياحة والتجارة”.
وأكد المسؤول الإسباني أن البطالة، وخصوصا بين الشباب، ما تزال من أكبر التحديات الاجتماعية، داعيًا إلى تطوير برامج تكوين متقدمة وتشجيع النشاط الخاص لتعزيز اندماج الباحثين عن العمل في سوق الشغل. وأشار إلى مؤشرات إيجابية منذ اعتماد التقنين الجمركي، حيث ارتفع عدد العاملين المسجلين في الضمان الاجتماعي بنسبة 16,5%، فيما انخفض معدل البطالة الكلي بنسبة 24%، ونسبة بطالة الشباب بنسبة 30%.
ورغم هذه النتائج، شدد فيفاس على أن البطالة لا تزال “المشكلة الاجتماعية الأكثر خطورة”، مشيرا إلى أن الحل يكمن في تبني نموذج اقتصادي متوازن يعتمد الابتكار والخدمات الرقمية إلى جانب القطاعات التقليدية. وأوضح أن المشاريع المستقبلية ستدعم هذا التحول، من بينها الربط الكهربائي مع إسبانيا عام 2026، وإنشاء مركز لمعالجة البيانات، وتخصيص وزارة الدفاع 140 ألف متر مربع لبناء تجهيزات سكنية تشمل نحو ألف وحدة خلال الأربع سنوات المقبلة.
واختتم فيفاس كلمته بالتأكيد على أن الاستقرار السياسي والمؤسسي يمثلان ركيزة أساسية لضمان استمرار هذا التحول، داعيا إلى اعتماد الحوار البناء وتجاوز أي خطاب تشاؤمي قد يعرقل جهود التنمية، في إطار رؤية واضحة نحو سبتة أكثر تطورا واندماجا في الاقتصاد الأوروبي الحديث.