تفتح الأبحاث العسكرية الأمريكية بابا جديدا لمراقبة تفشي الأمراض على التراب الإفريقي، عبر تقنيات متقدمة تعتمد على تحليل المياه العادمة، وهي تقنية يرتقب أن تعمم مستقبلا في مناورات متعددة الجنسيات، من بينها “الأسد الإفريقي” المقامة بالمغرب.
تدريب علمي بكينيا… وتأهب مغربي
في غرب كينيا، احتضنت محطة ميدانية تابعة للفرع الإفريقي لمعهد “والتر ريد” الأمريكي للأبحاث، دورة تدريبية لفائدة خبراء من وحدة البحث الطبي البحرية “نامرو أوروبا-إفريقيا-الوسط”، تركزت حول أساليب دقيقة لرصد المؤشرات الوبائية في شبكات الصرف الصحي، قبل ظهور أعراض الأمراض بين السكان.
وتهدف هذه التقنية، التي يجري تطويرها بدعم من برنامج المراقبة العالمية للعدوى الناشئة (GEIS)، إلى إنشاء نظام إنذار مبكر للكشف عن الفيروسات والبكتيريات المنتشرة صامتا داخل المجتمعات.
الرصد الوبائي عبر مياه الصرف.. قبل أن يفوت الأوان
المنهجية المعتمدة تقوم على استخلاص وتسلسل المادة الوراثية التي تفرزها الأجسام المصابة داخل مياه الصرف، مما يسمح بتتبع تفشي الأمراض قبل أن تتحول إلى أوبئة يصعب احتواؤها. وتعد هذه التقنية أكثر فعالية وأقل كلفة مقارنة بالأساليب الكلاسيكية، ما يجعلها خيارا واعدا لدول القارة.
وقد أثبتت فعاليتها خلال تمرين عسكري سابق يحمل اسم “جاستيفايد أكورد 25″،.. مما شجع الجهات المنظمة على التحضير لاعتمادها في عمليات أخرى،.. أبرزها مناورات “الأسد الإفريقي” التي تنظم فوق الأراضي المغربية.
تعاون مشترك… وموافقة مغربية ضرورية
لا تزال التحضيرات جارية في انتظار الضوء الأخضر من السلطات المغربية،.. خاصة وأن هذه التجارب تتطلب بيئة قانونية وتنظيمية واضحة. ويؤكد القائمون على المشروع أن تنسيق الجهود مع الدول الإفريقية، ومنها المغرب،.. ضروري لإنجاح المشروع وملاءمته مع الخصوصيات المحلية.
وبحسب المعلومات المتوفرة، تسعى المؤسستان الأمريكيتان إلى توحيد بروتوكول المراقبة،.. بما يسمح بإرساء شبكة قارية لمتابعة الأمراض المعدية، في ظل التغيرات المناخية والتحولات الجيوصحية العالمية.