في تحول بارز يهدف إلى تعزيز مرونة التنقل الحضري، تستعد مدن مراكش وفاس وطنجة لاعتماد أنظمة ذكية في تدبير النقل العمومي، من خلال إدخال تقنيات متطورة للبنية التحتية الرقمية. هذه الخطوة تأتي في سياق تحديث منظومة النقل العام، عبر تبني نظام إلكتروني لبيع التذاكر وحلول مبتكرة لتحسين تجربة الركاب.
تعمل السلطات المعنية على إلغاء التذاكر الورقية وتعويضها بأنظمة ذكية،.. تتيح للركاب استخدام بطاقات إلكترونية أو تطبيقات هاتفية لأداء رسوم النقل. هذا التطوير لا يقتصر فقط على تسهيل عملية الأداء، بل يمتد ليشمل تحسين تدبير الرحلات، ما يضمن تجربة سلسة ومريحة للمستخدمين.
رصدت مدينة طنجة ميزانية تقدر بـ55.7 مليون درهم لاعتماد نظام موحد للبنية التحتية الرقمية،.. فيما خصصت مراكش 58.9 مليون درهم لتحديث شبكة النقل،.. في حين استثمرت فاس 45.3 مليون درهم في هذه القفزة التكنولوجية. هذه المشاريع تهدف إلى توفير أدوات حديثة لمراقبة وتنظيم حركة الحافلات وتحليل تدفقات الركاب.
إلى جانب رقمنة التذاكر، سيتم تفعيل أنظمة لمراقبة الأسطول في الوقت الحقيقي،.. مما يتيح إدارة أكثر كفاءة لحركة النقل وإبلاغ الركاب بمواقيت الحافلات وتغيير المسارات عند الضرورة. كما أن هذه التحديثات ستساعد في تقليل حالات الاحتيال المالي وضمان شفافية أكبر في مداخيل قطاع النقل العمومي.
تتزامن هذه الإصلاحات مع استعدادات المغرب لاستضافة كأس إفريقيا للأمم،.. حيث ستكون فرصة لاختبار هذه الأنظمة خلال أحداث كبرى. ومن المنتظر أن تمر عملية التفعيل عبر عدة مراحل، تشمل فترة تجريبية لمدة ثلاثة أشهر،.. تليها متابعة تقنية مستمرة لضمان تشغيل سلس لهذه الأنظمة.
من خلال هذه المشاريع، تسعى السلطات المغربية إلى الارتقاء بمنظومة النقل العام لتتماشى مع المعايير الدولية،.. ما يعزز جاذبية المدن الكبرى ويضمن خدمة أكثر كفاءة لسكانها وزوارها.