الأكثر مشاهدة

روسيا تعتمد على المغرب لتعزيز “قوتها الناعمة” في القارة الإفريقية

تحول لافت تشهده العلاقات المغربية الروسية، لم يعد يقاس فقط من بوابة السياسة أو صفقات الغاز، بل بات يمتد إلى الجامعات، والمنصات العلمية، والمختبرات التكنولوجية، كأرضية ناعمة لإعادة تشكيل النفوذ في إفريقيا.

هذا ما كشفه فلاديمير موروزوف، نائب رئيس جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، في حوار خص به صحيفة موسكوفسكايا غازيتا، حيث تحدث عن نتائج زيارته الأخيرة للرباط، ضمن وفد رسمي ما بين 14 و17 أبريل المنصرم، والتي وصفت بكونها نقطة تحول في الرؤية الروسية تجاه شمال إفريقيا، وبداية صفحة جديدة من التعاون المتعدد الأوجه.

الزيارة، وفق موروزوف، شهدت سلسلة اجتماعات استراتيجية رفيعة، أبرزها مع مسؤولي جامعة محمد الخامس ومعهد التدريب والبحوث الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية المغربية. المخرجات كانت واضحة: الرغبة متبادلة في تعزيز التعاون الأكاديمي، ليس فقط عبر التبادل الطلابي، بل بتبادل الأساتذة، وتنظيم ندوات علمية، وتوقيع اتفاقيات تعاون رقمية مستدامة.

- Ad -

وفي خلفية هذا الانفتاح التعليمي، يضاف بعد اقتصادي واضح، حيث أشار موروزوف إلى اهتمام روسيا بتوسيع شراكاتها مع المغرب في مجالات مثل النفط، الغاز، والتكنولوجيا المتقدمة، لافتا إلى دخول شركة “ياندكس” الروسية السوق المغربية، مع مشاريع فعلية بدأت ترى النور.

المغرب شريك استراتيجي لموسكو في إعادة رسم خريطة التحالفات الإفريقية

اللافت في التصور الروسي الجديد هو اعتماد المغرب كنقطة ارتكاز استراتيجية للتوغل نحو العمق الإفريقي، انطلاقا من مؤهلاته المؤسساتية واستقراره السياسي، وهو ما أكده أيضا المحلل السياسي الروسي يوري سفيتوف، في تصريحات لموقع “غراجدانسكي سيلي.رو”، حيث شدد على أن التحولات الجيوسياسية الحالية تفرض على روسيا كسر العزلة الغربية عبر تحالفات ذكية في الجنوب.

واعتبر سفيتوف أن العودة إلى الاستثمار في “القوة الناعمة” عبر التعليم وتكوين النخب، يعكس تصحيحا لمسار طال إهماله بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، مبرزا أن الطالب الإفريقي الذي يتكون في روسيا، يتحول لاحقا إلى فاعل استراتيجي قادر على الربط بين الثقافات والأنظمة، بدل أن يظل حبيس الرواية الغربية الوحيدة.

من جهتها، تبدو الرباط مستعدة للعب دور الوسيط التربوي والاقتصادي، خصوصا في ظل انحسار النفوذ الفرنسي في الساحل، وارتفاع منسوب الثقة في التنوع الدبلوماسي المغربي، الذي يوازن بين الشرق والغرب دون تبعية.

مقالات ذات صلة