عادت السلطات المحلية في منطقة عين السبع إلى زراعة أشجار النخيل في المساحات الخضراء قرب الشاطئ، رغم التوجيهات المعلنة سابقا من والي جهة الدار البيضاء-سطات، والتي تقضي بمنع زراعة هذا النوع من الأشجار في المدينة. هذه الخطوة أثارت انتقادات واسعة من قبل السكان ونشطاء البيئة الذين يرون في النخيل خيارا غير مناسب لهذه المنطقة الساحلية.
زراعة النخيل في المناطق الحضرية لطالما كانت موضوع نقاش مستفيض. من جهة، يرى البعض أن النخيل يضفي طابعا جماليا ويلائم وضعية الجفاف التي يعيشها المغرب، إلا أن الواقع في عين السبع يبرز عدة تحديات تجعل هذا الخيار مثيرا للجدل وفق معارضي هذا التوجه.
وعلق ناشط بخصوص هذه العملية الجارية بعين السبع قائلا: “النخيل على عكس الأشجار، لا يقدم فوائد بيئية ملموسة، مثل توفير الظل الكافي أو تحسين جودة الهواء. بالنسبة لمنطقة ساحلية مثل عين السبع، حيث الرياح قوية وأشعة الشمس حارقة، يعتبر الظل عنصرا ضروريا للراحة العامة”.
وأضاف: “النخيل ليس نباتا أصيلا للبيئة الساحلية في الدار البيضاء، ما يعني تكاليف إضافية للصيانة والري. في المقابل، الأشجار المحلية تتكيف بشكل أفضل مع الظروف المناخية وتستهلك موارد أقل”.
تسبب استمرار زراعة النخيل في طرح تساؤلات حول تنفيذ القرارات الرسمية. إذا كان هناك توجيه واضح بمنع زراعة النخيل، فلماذا يتم تجاهله؟ هذه الممارسات وفق مراقبين تعكس غياب التنسيق ووجود ثغرات في التدبير الحضري.
العديد من سكان المنطقة يدعون إلى زراعة الأشجار المحلية والمتنوعة التي توفر فوائد بيئية وجمالية حقيقية. الشجر يساهم في خلق مساحات ظل تخفف من حرارة الجو، وتعزز التوازن البيئي، كما تضفي رونقا جماليا أكثر تنوعا وشمولية.
ويؤكد نشطاء البيئة أنه في سياق استعداد المغرب لاستضافة أحداث عالمية، مثل كأس إفريقيا وكأس العالم، يجب أن تكون الدار البيضاء نموذجا حضاريا في التخطيط الحضري. مشددين على أن زراعة الأشجار المناسبة ليست مجرد خيار جمالي، بل هي استثمار في جودة الحياة وسلامة البيئة.