في شهادة تحمل بين طياتها الإعجاب والنقد البناء، عبرت سائحة بريطانية عن إعجابها الكبير بالمغرب، منوهة بطبيعته الخلابة، وآثاره التاريخية العريقة، وكرم ترحاب أهله. ورغم أن مدينة مراكش قد سلبت لبها وأغرمت بها حد العشق، إلا أن هذا الإعجاب لم يمنعها من تسليط الضوء على نقطة أزعجتها بشكل كبير: فوضى الدراجات النارية في الأزقة الضيقة للمدينة العتيقة.
وأشارت السائحة في تصريحاتها إلى أن مدينة بحجم ومكانة مراكش، كوجهة سياحية عالمية، كان من المفترض أن تعرف تنظيما أكبر للحد من الفوضى التي تسببها الدراجات النارية في بعض الأماكن. واقترحت السائحة، التي تحمل رؤية من تجارب دولية، أن تتبنى المدينة تجارب بعض البلدان التي تمنع وسائل النقل من الولوج إلى أزقة معينة، خاصة تلك المخصصة للسياحة وعرض المنتجات التقليدية.
ولم تكتف السائحة بتشخيص المشكلة فقط، بل قدمت حلا عمليا لتجاوزها، متمثلا في التحول إلى الدراجات الكهربائية. وأكدت أن هذا الانتقال سيسهم في التخفيف من الإزعاج الصوتي الذي تخلفه الدراجات العادية، مع الحفاظ على حيوية الحركة داخل المدينة القديمة. وخلصت المتحدة إلى أنها لم تندم على زيارة المغرب الذي قالت أنها بالتأكيد ستعود إليه مرة أخرى بعدما أغرمت به وبثقافته، غير أنها نوهت إلى أن الفضاء العام متعب بعض الشيء ويحتاج إلى تنظيم أكبر.
وتعيد هذه الشهادة فتح النقاش حول التحديات التي تواجهها المدن في المغرب، في ظل التوازن الصعب بين الحفاظ على أصالتها والتعامل مع متطلبات الحياة العصرية، بما يضمن تجربة سياحية فريدة ومريحة للزوار، دون المساس بالنسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدينة.