مع كل زخة مطر تهطل على الدار البيضاء، تتجدد معاناة سكان العاصمة الاقتصادية مع شوارعها المتآكلة، حيث تتحول الطرقات إلى مساحات وعرة تتناثر فيها الحفر والبرك المائية، كاشفة النقاب عن بنية تحتية هشة لا تواكب مكانة المدينة كمركز اقتصادي حيوي.
في جولة عبر أحياء مختلفة،.. يتكرر المشهد ذاته: سيارات تتمايل لتفادي الفخاخ الإسفلتية، راجلون يقفزون بين البرك الطينية، وسائقو دراجات نارية يجدون أنفسهم في مواجهة خطر محدق مع كل مطب غير مرئي. هذه الصورة المتكررة جعلت السكان يرفعون أصواتهم بالاستياء، متسائلين: إلى متى ستظل البنية التحتية رهينة حلول ترقيعية؟
شكاوى المواطنين تتركز حول غياب الإصلاحات الجذرية،.. إذ غالبا ما تقتصر الحلول المقدمة على ردم الحفر بطبقة إسفلتية لا تصمد أمام أول اختبار مطري، لتعود المشكلة وتتفاقم مع كل موسم شتاء. ويؤكد المتضررون أن هذه الوضعية لم تعد تقتصر على الأحياء الشعبية فقط،.. بل امتدت إلى شوارع رئيسية، مما يزيد من حجم الأضرار التي تلحق بالمركبات ويضاعف من حوادث السير.
في المقابل،.. تؤكد جماعة الدار البيضاء أنها تبذل جهودا لصيانة الطرق، لكنها تصطدم بإكراهات الميزانية. فقد أوضح مسؤولون أن المبلغ المخصص لهذه الأشغال غير كاف بالنظر إلى امتداد الشبكة الطرقية للمدينة التي تفوق 5000 كيلومتر.
وبينما تحتاج الدار البيضاء إلى دعم مالي استثنائي،.. يظل التدخل الحكومي غير واضح، خاصة في ظل الاستحقاقات الكبرى التي تستعد لها المملكة،.. مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.