فجر الرئيس الإسباني الأسبق، خوسيه ماريا أثنار، جدلا دبلوماسيا بتصريحات غير مسبوقة حول الدعم الفرنسي للمغرب خلال أزمة جزيرة “بيريخيل” سنة 2002، حين قال إن الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك اقترح عليه صراحة تسليم مدينتي سبتة ومليلية، إلى جانب الصحراء، لصالح الرباط.
التصريح، الذي ورد ضمن وثائقي إسباني جديد بعنوان “بيريخيل: الحرب التي لم تقع”، يعيد إحياء التوترات التي طبعت العلاقات المغربية الإسبانية في يوليوز 2002، حين تصاعد الخلاف بين البلدين بشأن جزيرة صغيرة غير مأهولة قبالة الساحل المغربي، تعرف لدى المغاربة باسمها المحلي الأمازيغي”ثورة”، أو “ليلى”.
في الوثائقي، أكد أثنار أن شيراك لم يكن محايدا في الأزمة، بل عبر له بشكل مباشر عن موقف منحاز للمغرب. وقال الرئيس الإسباني الأسبق: “قال لي جاك شيراك، الأفضل أن تسلموا سبتة ومليلية والصحراء للمغرب”. موقف اعتبره أثنار “تدخلا مرفوضا في شؤون إسبانيا الاستراتيجية”، على حد تعبيره.
ويعرف أثنار، الذي تولى رئاسة الحكومة بين 1996 و2004، بسياسته الخارجية الصلبة،.. خصوصا في ما يتعلق بالسيادة الإسبانية، وسبق أن قاد بلاده نحو تدخل عسكري لاستعادة السيطرة على جزيرة بيريخيل، ما أفضى إلى انسحاب المغرب في حينه، بعد وساطة أمريكية حالت دون وقوع الحرب والاتفاق على بقاء الجزيرة خالية من أي تواجد عسكري.
وأمام هذا التصريح، لم يصدر إلى حدود اليوم أي رد رسمي من باريس، ولا من الرباط،.. ما يفتح المجال لتساؤلات عدة حول السياق السياسي والدبلوماسي الذي دار فيه هذا النقاش،.. وحدود تأثيره على العلاقات المغربية الإسبانية آنذاك.
وفي سياق آخر ذي صلة بسبتة ومليلية،.. قرر المغرب مؤخرا تعليق العمل بالمعبرين التجاريين للمدينتين، في خطوة وصفت بـ”القرار الأحادي”،.. دون صدور توضيحات رسمية. الإجراء أثار استياء في أوساط مسؤولين إسبان، ودفع نوابا برلمانيين إلى المطالبة بفتح معبر إضافي بمليلية،.. بدعوى التخفيف من الاكتظاظ الذي تزامن مع عملية “مرحبا”.