بعد مهمة استمرت تسعة أيام بين الجبال والغابات المشتعلة في البرتغال، عادت الطائرتان المغربيتان من طراز “كنادير” إلى القاعدة الجوية الثالثة بالقنيطرة، محملتين بتجربة جديدة تؤكد قدرة المغرب على التدخل السريع والفعال في مواجهة الكوارث الطبيعية خارج حدوده.
هذه المشاركة لم تمر مرور الكرام، إذ عبرت السلطات البرتغالية، ومعها مواطنو البلاد، عن تقدير عميق للجهود المبذولة من قبل الطيارين المغاربة وفرق الدعم، معتبرين أن وجود هذه الطائرات ساهم بشكل كبير في السيطرة على الحرائق التي اجتاحت مساحات شاسعة من الغابات.
الرسائل التي صدرت من البرتغال لم تقتصر على الشكر الرسمي، بل امتدت إلى الإشادة الشعبية بما وصف بـ”الروح التضامنية” التي جمعت بين لشبونة والرباط، حيث أكد كثيرون أن هذا التدخل المغربي جسد عمق العلاقات بين البلدين بما يتجاوز الجانب الدبلوماسي ليصل إلى الميدان العملي.
ويأتي هذا النجاح ليعزز مكانة المغرب كفاعل إقليمي ودولي في مجال مواجهة الأزمات البيئية، خصوصا وأن أسطول “الكنادير” الذي يتوفر عليه يعد من بين الأكثر جاهزية في المنطقة، سواء من حيث المعدات أو كفاءة الطيارين الذين راكموا خبرة كبيرة في التعامل مع حرائق الغابات داخل المملكة وخارجها.