أثار وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عماد الطرابلسي، موجة جدل واسعة في الشارع الليبي بعد إعلانه عن عودة “شرطة الآداب” إلى شوارع البلاد الشهر المقبل. تصريحات الطرابلسي التي جاءت في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء، أسفرت عن انقسام واسع بين المؤيدين والمعارضين لهذه الخطوة التي اعتبروها تهديدا للحريات الشخصية.
وأشار الوزير إلى أن دوريات شرطة الآداب ستعمل على منع الظواهر التي وصفها بأنها “منافِية لقيم المجتمع”، بما في ذلك “صيحات” الشعر الغريبة وملابس الشباب التي تتعارض مع ثقافة المجتمع الليبي، وهو ما يراه الطرابلسي تهديدا لهوية المجتمع الليبي العريقة. هذه التصريحات أثارت استنكارا في بعض الأوساط الشبابية التي ترى في هذا التدخل انتهاكا لحرية التعبير. في حين لقيت إشادة من أطراف أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، شدد الطرابلسي على ضرورة فرض احترام للأعراف المجتمعية في الأماكن العامة، حيث دعا وزارة التعليم إلى إجبار الطالبات على ارتداء الحجاب داخل المؤسسات التعليمية. كما تناول في تصريحاته موضوع سفر المرأة دون محرم، معتبرا أن هذا يتطلب تفعيل الشرطة النسائية لمنع أي مخالفات في هذا الصدد.
إقرأ أيضا: شرطة الأخلاق الإيرانية تضرب فتاة (16 سنة) لعدم ارتداء الحجاب ما جعلها تدخل غيبوبة(فيديو)
أما بالنسبة للاختلاط بين الجنسين، فقد أكد الطرابلسي على ضرورة منع النساء من التواجد في المقاهي والأماكن العامة مختلطات بالرجال، وهدد باتخاذ إجراءات صارمة تشمل الاعتقال والاقتحام في حال تبين تورط أي شخص في “أعمال منافية للآداب”.
هذه التصريحات لاقت ردود فعل متباينة، حيث اعتبر بعض الليبيين أن هذه الإجراءات تعكس عودة إلى سياسة قمع الحريات، في حين رأى آخرون أنها ضرورية للحفاظ على الهوية الثقافية والآداب العامة في المجتمع الليبي. وفيما أكد الطرابلسي على أن “من يبحث عن الحرية الشخصية يجب أن يذهب إلى أوروبا”، فإن هذه الكلمات أثارت جدلا حادا في المجتمع الليبي الذي يعيش حالة من الانقسام بين التمسك بالتقاليد والانفتاح على العالم الخارجي.