في خطوة تهدف إلى حماية الصناعة الوطنية من التهديدات الخارجية، أعلنت وزارة الصناعة والتجارة عن بدء تحقيق رسمي حول ممارسات الإغراق المتعلقة بواردات صفائح الفولاذ المدرفلة على البارد، وذلك بعد ارتفاع كبير في واردات هذا المنتج من مصر. ويأتي هذا التحقيق استجابة لطلب شركة “مغرب ستيل”، المصنع الوطني الوحيد لهذا النوع من المنتجات، التي تأثرت سلبا بسبب التدفق المتزايد للواردات المصرية.
تشير بيانات الوزارة إلى زيادة ضخمة في واردات صفائح الفولاذ المدرفلة على البارد من مصر، حيث ارتفعت بنسبة 343% في عام واحد فقط، لتصل إلى 6,049 طن بحلول نهاية مايو 2024. هذا الارتفاع الهائل يضاف إلى زيادة تراكمية بنسبة 290% خلال الفترة ما بين 2020 و2023، مما أثار قلق المصنعين المحليين وعلى رأسهم “مغرب ستيل”، التي اعتبرت أن هذه الزيادة تشكل تهديدا مباشرا لصناعتها وتضعف قدرتها التنافسية في السوق المحلي.
شركة “مغرب ستيل” قدمت طلبا رسميا لفتح تحقيق مكافحة الإغراق، مدعية أن حجم الواردات المصرية يتجاوز بكثير المعدل المسموح به للإغراق، وهو ما يؤثر سلبا على مبيعاتها وحصتها في السوق. وقدمت الشركة أدلة تشير إلى أن ارتفاع الواردات هو السبب الرئيسي وراء تدهور أدائها وتراجع أرباحها، مما يعكس تأثيرا واضحا على قطاع الفولاذ الوطني.
إقرأ أيضا: “29.93%”: رسوم مكافحة إغراق على الطماطم المصرية.. هل ستنقذ الصناعة المغربية؟
الوزارة، من جانبها، أكدت أن التحقيق سيستمر لمدة تصل إلى 12 شهرا، مع إمكانية التمديد إلى 18 شهرا في حال وجود ظروف استثنائية. كما دعت جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المنتجين والمصدرين المصريين، إلى تقديم تعليقاتهم وملاحظاتهم خلال فترة 30 يوما.
تستخدم صفائح الفولاذ المدرفلة على البارد، المستهدفة في هذا التحقيق، في صناعات متعددة مثل البناء، الأجهزة المنزلية، والتغليف. تتميز بسطحها الأملس وقابليتها العالية للتشكيل، مما يجعلها ضرورية في العديد من المجالات الصناعية، بما في ذلك إنتاج الأنابيب والهياكل المعدنية.