شهدت مدينة الحسيمة، مساء الخميس، مشهدا مؤثرا جمع بين الحزن والتلاحم الشعبي، إثر وفاة أحمد الزفزافي والد قائد حراك الريف، ناصر الزفزافي. وقد تمكن الأخير من مغادرة السجن استثنائيا لحضور مراسم الدفن، في خطوة نادرة تعكس حساسية الوضع الإنساني.
في كلمة وجهها للمعزين، قال الزفزافي إن “مصلحة الوطن فوق كل اعتبار”، موضحا أن والده كان “أبو الأحرار والحرائر الذي نذر حياته في سبيل الوطن، من صحرائه إلى شماله وجنوبه وشرقه”. وأكد على أن الاختلاف في الآراء يجب أن يخدم الوطن في نهاية المطاف، في إشارة واضحة إلى التمسك بالوحدة الوطنية.
وعبر الزفزافي عن امتنانه لإدارة السجون، ممثلة في المندوب العام، على المجهودات التي سمحت له بحضور الجنازة، مشيرا إلى أن تحقيق هذا الأمر “لم يكن بالسهل”، وأنه ما كان ليتمكن من الوقوف بين أهله ومعارفه لولا فضل الله تعالى وعناية الإدارة.
وخلال الكلمة، تفاعل الحضور بشكل كبير، حيث تعالت هتافات مطالبة بالحرية له ولزملائه المعتقلين، في مشهد جسد تلاحما شعبيا وإنسانيا كبيرا. واعتبر الزفزافي حضور الجماهير “انتصارا للوطن”، في تأكيد على التلاحم والدعم الشعبي في هذه اللحظات الحرجة.
يذكر أن أحمد الزفزافي توفي مساء الأربعاء بإحدى المصحات الخاصة بعد صراع طويل مع المرض، وأعلن الخبر نجل الراحل طارق الزفزافي عبر صفحته على فيسبوك. ويقضي ناصر الزفزافي حاليا عقوبة سجنية مدتها 20 سنة بسجن طنجة 2، على خلفية احتجاجات إقليم الحسيمة منذ 2016، وهي العقوبة التي صادقت عليها محكمة النقض سنة 2019، وشملت عددا من نشطاء الحراك.
سبق أن حصل الزفزافي على ثلاث رخص استثنائية لمغادرة السجن، الأولى في يونيو 2021 لزيارة والده في طنجة، والثانية في يناير 2024 لزيارة جدته المريضة، والثالثة في أغسطس الماضي لرؤية والده في مصحة خاصة بالحسيمة، حسب ما أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون آنذاك.