تزايدت المخاوف بين المستهلكين في الأسواق المغربية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وسط ارتفاع ملحوظ في أسعار السردين الذي يعد من المنتجات البحرية الأساسية على موائد المغاربة. جاء هذا الارتفاع في إطار تصريحات صحفية أدلت بها زكية الدريوش، كاتبة الدولة المنتدبة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والمسؤولة عن قطاع الصيد البحري.
أكدت الدريوش خلال الندوة التي عقدت صباح الخميس على هامش الدورة السابعة لمعرض “أليوتيس”، أن الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار السردين تعود إلى قلة العرض في السوق نتيجة فترة الراحة البيولوجية للأسماك. وأضافت أن العوامل المناخية، والتي تشمل التغيرات في التيارات المائية المعروفة بين المهنيين بمصطلح “المنزلة”، تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في توفر الأسماك، ما ينعكس بشكل مباشر على حياة الصيادين وأسعار المنتج النهائي لدى المستهلكين.
وأشارت الدريوش إلى أنه مع انتهاء الفترة البيولوجية في الخامس عشر من الشهر الجاري، ستشهد الأسواق المغربية زيادة في توفر السردين وبقية أنواع الأسماك، مما سيعيد الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية قبيل حلول شهر رمضان. كما أكدت المسؤولة أن الوزارة بصدد تنسيق جهودها مع شركائها لتطبيق إجراءات عدة تهدف إلى توفير الأسماك بأسعار معقولة خلال الشهر الفضيل.
ومن بين هذه الإجراءات، أطلقت الوزارة مبادرة “الحوت بثمن معقول”، التي من المقرر أن تنطلق قبل عشرة أيام من رمضان وتشمل ثلاثين مدينة على الأقل. وتهدف المبادرة إلى تقديم الأسماك بأسعار تتراوح بين 17 و100 درهم للكيلوغرام الواحد، في محاولة للحد من تأثير الارتفاع المفاجئ في الأسعار والذي تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 25 درهما في بعض الأسواق.
وفي ظل هذه التطورات، يتطلع المواطنون إلى تراجع الأسعار واستعادة استقرار العرض في الأسواق، خاصة في ظل أهمية السردين كمصدر غذائي رئيسي للكثير من الأسر المغربية. تبقى الجهود الحكومية والتنسيق مع القطاعات المعنية أملا في ضمان توفر الغذاء بأسعار مناسبة خلال فترة الاحتفالات الرمضانية.