يشهد قطاع النقل واللوجستيك في الدار البيضاء حالة من التوتر بعد ظهور لوحات مرورية جديدة تمنع الشاحنات نصف المقطورة التي يتجاوز طولها 16 مترا من دخول المدينة عبر عدة محاور رئيسية، بما في ذلك الطريق السيار الحضري.
وأثار هذا القرار استياء المهنيين الذين أكدوا أن هذه القيود المفاجئة تعرقل حركة الشاحنات وتعيق عمليات التوزيع داخل المدينة. وأوضح الأمين العام الوطني للنقابة المهنية للنقل بالموانئ المغربية أن “هذه اللوحات ظهرت فجأة خلال الأسبوع الجاري، مما تسبب في تعقيد حركة النقل”.
طرقات مغلقة ومسارات أطول
وأفاد المصدر ذاته بأن اللوحات تم تثبيتها على الطريق الرابطة بين ليساسفة وحد السوالم، مما أجبر السائقين على البحث عن بدائل أطول، مثل طريق مديونة عبر الطريق السيار. كما تم وضع إشارات مماثلة عند مدخل الدار البيضاء من جهة المحمدية، بالقرب من منطقة ميموزا، وأيضا في محيط المجزرة الخاصة بالدواجن.
وأشار المصدر إلى أن عدم السماح للشاحنات الضخمة بدخول المدينة إلا عبر ممر عين السبع نحو كازا بور سيؤدي إلى زيادة كبيرة في المسافة المقطوعة، حيث تضطر الشاحنات إلى الالتفاف لمسافة تصل إلى 60 كيلومترا إضافيا للوصول إلى وجهاتها داخل المدينة.
وتسببت هذه القيود في فرض غرامات على عدد من السائقين وسحب نقاط من رخصهم،.. مما دفع بعضهم إلى رفض العمل خوفا من التعرض لعقوبات جديدة. وأكدت مصادر مهنية أن عددا من العملاء الرئيسيين، مثل “كوزيمار” و”ليسيور” والميناء الجاف،.. يعتمدون على هذه الشاحنات لنقل بضائعهم، مما يجعل استمرار العمل في ظل هذه القيود صعبا.
إضراب ولقاء مع السلطات
ردا على هذه الإجراءات، أعلنت الهيئات المهنية للنقل، يوم الاثنين 17 فبراير،.. عن الدخول في إضراب مفتوح ابتداء من الأربعاء 19 فبراير، قبل أن تعلن لاحقا عن تأجيله بعد تواصل السلطات معهم.
وأكد مصدر من داخل المنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك أن السلطات أبدت استعدادها للحوار،.. مشيرا إلى أن ولاية الدار البيضاء استدعت المهنيين لاجتماع يوم الثلاثاء 18 فبراير لمناقشة الموضوع.
وأكد مصطفى شعون، أحد القياديين في القطاع، أن “السلطات وافقت على تعليق القرار حتى انتهاء الاجتماع”. وأوضح أن المهنيين منفتحون على مناقشة الحلول التي يمكن أن تساهم في تقليل دخول الشاحنات الضخمة إلى وسط المدينة، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجات القطاع واستمرارية العمل.
وينتظر أن تسفر هذه المفاوضات عن حل توافقي يجمع بين متطلبات التنظيم المروري وحاجيات قطاع النقل الحيوي،.. خاصة أن الدار البيضاء تمثل القلب الاقتصادي للمملكة وتعتمد بشكل كبير على خدمات الشحن واللوجستيك.
