الأكثر مشاهدة

“لارام” تتفاوض مع 4 مصنعين للطائرات.. ومفاوضات من أجل التعويض الصناعي

بالرغم من الطابع التقني للملف، إلا أن التحركات التي تقودها شركة الخطوط الملكية المغربية “لارام” هذه الأيام تحمل في طياتها ملامح تحول جذري في استراتيجيتها الجوية، قد يضع حدا لهيمنة “بوينغ” على أسطول الشركة، ويفتح الباب أمام منافسة متعددة الأقطاب، تشمل شركات مثل “إيرباص”، و”إمبراير”، و”بومباردييه”، بل وحتى مصنعين آسيويين.

في الكواليس، كشفت مصادر مطلعة أن الخطوط الملكية المغربية تجري مفاوضات متقدمة مع أربعة مصنعين للطائرات، وتسعى إلى تنويع مصادرها بشكل استراتيجي. ويبدو أن الصفقة الجديدة التي تستعد الشركة لإطلاقها، تهدف إلى مضاعفة عدد طائراتها ليصل إلى 200 وحدة بحلول 2037، مع التركيز على دمج طائرات جديدة من طراز A320 وA350 من “إيرباص”، وطائرات دريملاينر B787 من “بوينغ”، إضافة إلى “إمبراير” التي باتت حاضرة بقوة في الرحلات القصيرة.

القرار لا يقتصر على نوع الطائرات فحسب، بل يشمل أيضا محركاتها، إذ تجري مشاورات متوازية مع ثلاث شركات عالمية لتوريد المحركات، مع الأخذ بعين الاعتبار معايير الكفاءة والصيانة والتكامل مع الأسطول الحالي.

- Ad -

“إمبراير” تعزز حضورها الصناعي في المغرب

بموازاة ذلك، أعلنت الشركة البرازيلية “إمبراير”، يوم الخميس 24 أبريل 2025، عن نيتها توسيع سلسلة توريدها في المغرب، بعد زيارة وفد رفيع المستوى لمواقع صناعية بالمملكة، في إطار اتفاقية تعاون مع الحكومة المغربية. وأكدت في بلاغ رسمي أن المغرب بات “شريكا إقليميا محوريا”، بالنظر إلى ما يمتلكه من كفاءات في ميادين متقدمة كالهياكل المعدنية، والصفائح، والتكنولوجيا المركبة.

إقرأ أيضا: الخطوط الملكية المغربية تعزز أسطولها بـ20 طائرة جديدة بحلول 2026

لكن توسيع الأسطول وتعدد الموردين يفرضان تحديات كبيرة على الشركة الوطنية، خاصة في ما يخص تأهيل الطيارين وفرق الصيانة. إذ أن أغلب الكفاءات الحالية متمرسة على طائرات “بوينغ”، ما يستدعي استثمارات إضافية في مراكز التكوين المعتمدة وتوسيع قاعدة الصيانة “ATI”، وكذلك تكييف منظومة الصيانة مع متطلبات طائرات جديدة كمحركات LEAP من شراكة “سافران – GE”، التي سيبدأ تشغيلها من “النواصر” في أفق 2026.

اللافت في هذا الملف، أن “لارام” تفاوض اليوم من موقع أقوى مقارنة بالماضي، مستفيدة من حجم الصفقة الكبير. فقد طالبت الشركات الأربعة بتعويضات صناعية ملموسة، كتوطين الإنتاج أو إطلاق شراكات بحث وتطوير، وهو ما يشكل مكسبا مزدوجا للمغرب: تحديث أسطول الطيران الوطني، ورفع تنافسية المنظومة الصناعية الجوية للبلاد.

مقالات ذات صلة