أثارت حادثة عبور لاعبة كرة القدم المغربية الشابة خديجة، سباحة رفقة إحدى صديقاتها إلى مدينة سبتة المحتلة، موجة واسعة من الجدل في شمال المغرب وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. خديجة، التي تلعب لفريق إستوديانتيس وسبق لها تمثيل فريق تامودة النسوي بمدينة المضيق، أصبحت حديث الساعة بعد أن اتخذت قرارا جريئا يضع الرياضة النسوية والهجرة غير النظامية تحت الضوء مجددا.
تباينت ردود الفعل حول الواقعة؛ فبينما اعتبرها البعض مجرد خبر رياضي يسلط الضوء على تحديات اللاعبات الشابات، رأى آخرون أنها تعكس الوجه القاسي لواقع اقتصادي واجتماعي يدفع شباب المنطقة نحو مغامرات محفوفة بالمخاطر.
وليست خديجة أول رياضية تقدم على هذا النوع من الهجرة، فقد سبق للاعبي المغرب التطواني عيسى عاشور ومحمد زيتوني أن خاضا تجربة مماثلة، وهما يقيمان حاليا في مركز استقبال المهاجرين بسبتة. ويشير هذا التكرار إلى ظاهرة آخذة في التوسع، حيث تتقاطع طموحات رياضية كبيرة مع واقع اقتصادي خانق.
تؤكد وسائل إعلام محلية أن الأزمات المالية وعدم استقرار الرواتب في بعض الأندية النسوية والرجالية لعبت دورا رئيسيا في هذه الخطوات اليائسة. فمع غياب آفاق واضحة وضغوط معيشية متزايدة، يصبح حلم الاحتراف في أوروبا، حتى عبر طرق خطرة، خيارا مغريا لكثير من الشباب.
أما الأسباب الدقيقة التي دفعت خديجة نفسها إلى هذه المغامرة فلا تزال غير معروفة، لكن ما حدث يكشف عن حجم الضغوط التي يعانيها الرياضيون في المنطقة. القصة، بما تحمله من مخاطرة وأمل، تسلط الضوء على هشاشة واقع رياضيين يجدون أنفسهم عالقين بين الطموح الشخصي والظروف القاسية، فيتخذون البحر طريقًا محفوفا بالأمل والمجازفة.