الأكثر مشاهدة

مأساة التلميذة ضحية الغش في البكالوريا: دعوة لتقييم أساليب “التربية بالعنف”

استيقظت مدينة آسفي على وقع حادثة مؤلمة خلفت وراءها تساؤلات عميقة حول دور الدعم الاجتماعي والتربوي في المدارس المغربية. تلميذة تبلغ من العمر 17 سنة وضعت حدا لحياتها بعد ضبطها في حالة غش خلال امتحانات الباكالوريا، مما أدى إلى تحرير محضر غش في حقها. هذا الحدث المأساوي أثار جدلا واسعا حول دور وزارة التربية الوطنية في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للتلاميذ، وتسليط الضوء على أهمية تعزيز هذه الأدوار في المجتمع المدرسي.

من جهة، أعربت بعض الأصوات عن أهمية مواكبة التلاميذ نفسيا وتجهيزهم لاجتياز الامتحانات بثقة، فيما اعتبر آخرون أن التلميذة كانت ضحية شعور بالوصم الاجتماعي والخوف من مواجهة أهلها بالحقيقة، وهو ما يبرز مشكلة أعمق تتعلق بأسلوب التربية القائم على استخدام العنف والخوف كأسلوب رئيسي.

استخدام العنف في التربية وأثره على الأطفال

استخدام العنف كأسلوب تربية في الكثير من الأسر المغربية يشكل حجر عثرة أمام الأطفال للتعبير عن أنفسهم بحرية،.. حيث يجدون أنفسهم محاصرين بالخوف من مواجهة أهلهم بالحقيقة. العنف اللفظي والجسدي يولد شعورا بالخوف والضغط النفسي،.. مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج كارثية مثلما حدث مع التلميذة المنتحرة.

إقرأ أيضا: مديرة مدرسة ابتدائية بالدار البيضاء تصفع أستاذا أمام التلاميذ

بشرى المرابطي، أخصائية في علم النفس الاجتماعي، تؤكد على أهمية دعم الأطفال نفسيا ومعالجة آثار العنف الذي يتعرضون له في منازلهم. تقول: “العديد من الأطفال يعانون في صمت، يشعرون بالخوف من البوح بمشاكلهم خوفا من العقاب أو العنف”، مضيفة أن “التلميذة المنتحرة كانت تحتاج إلى التفاتة ودعم نفسي يساعدها على تجاوز الأزمة التي مرت بها”.

الدعم النفسي في المدارس: ضرورة لا مفر منها

المختصون في علم النفس الاجتماعي يرون أن تعزيز دور الدعم النفسي داخل المدارس ضرورة ملحة،.. إذ إن “الثقل الذي يحمله الشعور بالوصم لا يمكن لمراهقة أن تتحمله وحدها”،.. كما يقول محسن بنزاكور، أخصائي في علم النفس الاجتماعي. ويضيف: “المؤسسات التربوية يجب أن تتعامل بجدية مع تخصصات علم النفس،.. وأن تفتح أبوابها أمام الأخصائيين النفسيين لمتابعة حالات التلاميذ والتدخل في الأزمات”.

بنزاكور يشير إلى أهمية مراجعة الأساليب التربوية وتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم بين الأهل والأطفال،.. لتجنب خلق بيئة من الخوف والضغط النفسي. ويقول: “علينا أن نعيد النظر في الطريقة التي ننظر بها إلى التعليم والشهادات،.. وأن نعمل على بناء فهم أفضل للتعليم كجزء من حياة الإنسان وليس كغاية نهائية أو وسيلة للضغط”.

- Advertisement -
مقالات ذات صلة