تواصل المملكة المغربية ترسيخ مكانتها كوجهة صناعية محورية في سلاسل الإنتاج العالمية، بعدما أعلنت مجموعة Shandong Kuntai New Material Technology Co., Ltd الصينية عن إنشاء وحدة إنتاج جديدة بالمغرب، ستكون موجهة بالأساس لخدمة السوق الأوروبية. هذه الخطوة تأتي في سياق توجه استراتيجي يستهدف تقليص كلفة الإنتاج واللوجيستيك، مع الالتفاف على القيود الجمركية والتجارية التي تثقل كاهل الصادرات القادمة من آسيا.
المجموعة الصينية، المتخصصة في صناعة أغطية السيارات، كشفت عن تعبئة غلاف استثماري يناهز 100 مليون يوان صيني (130 مليون درهم مغربي)، وذلك عبر فرعها Kuntai Hongjing Ltd. المستقر بسنغافورة. هذا الاستثمار سيتجسد من خلال إنشاء شركة مغربية، تتولى إدارة وحدة إنتاج موجهة لتلبية طلبات السوق الأوروبية بمنتجات تنافسية من حيث الكلفة والجودة.
بحسب البيان الصادر عن الشركة في 31 يوليوز 2025، فإن المغرب بات يمثل خيارا استراتيجيا بفضل موقعه الجغرافي الذي يضعه على مقربة من أسواق رئيسية مثل فرنسا وإسبانيا، فضلا عن استفادته من اتفاقيات تبادل حر مع الاتحاد الأوروبي. وهو ما يضمن للمنتجات المصنعة في المغرب ولوجا مباشرا للأسواق الأوروبية دون رسوم جمركية، ويقلل من تبعات الإجراءات الحمائية الأوروبية كحقوق مكافحة الإغراق.
كلفة النقل تتراجع بأكثر من 60%.. واللوجيستيك يتحول إلى نقطة قوة
وأوضحت الشركة أن عملية التصدير من المغرب ستتيح تقليص المسافة البحرية نحو أوروبا بنسبة 80% مقارنة بالصادرات القادمة من الصين، وهو ما سينعكس بتخفيض ملموس في تكاليف الشحن بنسبة تفوق 60%. كما يتوقع أن يساهم الموقع المغربي في تحسين مرونة شبكة الإنتاج،.. وضمان استجابة أسرع لطلبات السوق الأوروبية.
من جهته، أشار Yuan Shuai، نائب الأمين العام لتحالف الصناعة الذكية في الصين،.. إلى أن مستوى الأجور التنافسي بالمغرب، مقارنة بدول أوروبا، يمثل عاملا حاسما في تعزيز جاذبيته الصناعية. كما أبرز أهمية الحوافز الممنوحة للمستثمرين الأجانب،.. والتي تجعل من المملكة بيئة أعمال مناسبة لتوسيع النشاطات الإنتاجية.
وتندرج هذه الخطوة ضمن خطة أوسع لمجموعة “كونتاي” تستهدف إعادة هيكلة شبكة إنتاجها الدولية. فبعد إطلاق مصنعها بالمكسيك سنة 2024،.. يأتي المشروع المغربي ليعزز تواجدها في القارات الثلاث الكبرى (آسيا، أمريكا، أوروبا)،.. مع هدف معلن بتوسيع حصتها في السوق العالمية لفرش السيارات، الذي يقدر حجمه بين 166 و189 مليار دولار.
رفع هامش الربحية وتقليص آجال التوريد
التقرير السنوي للمجموعة أشار إلى أن الصادرات تمثل حاليا 10.95% فقط من رقم معاملاتها،.. وهو ما تسعى الشركة إلى تغييره عبر الرفع من الطاقات الإنتاجية خارج الصين. كما كشفت الأرقام أن هامش الربح في السوق الدولية يتجاوز 35%، مقابل 25% في السوق المحلية،.. وهو فارق تسعى المجموعة لتعزيزه عبر وحدتها المغربية.
وتسعى الشركة الصينية إلى جعل المغرب قاعدة إنتاج مرنة تلبي متطلبات السوق الأوروبية،.. في وقت أصبح فيه المغرب يحتل مكانة بارزة في خارطة سلاسل الإمداد العالمية بفضل تكامل منظومته الصناعية،.. خاصة في قطاع السيارات، ومرونته في استقطاب استثمارات أجنبية ذات قيمة مضافة عالية.