تشهد الأشغال الجارية في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء وتيرة متسارعة مع اقتراب موعد الانتهاء من عمليات التهيئة والتأهيل. ووفقا لما أكده كريم كلايبي، عضو لجنة القيادة والتتبع للمرافق الرياضية، فإن الأشغال تجاوزت نسبة 95%، مما يجعل الافتتاح الرسمي للمركب مسألة أسابيع قليلة فقط.
صرح كلايبي أن عمليات التأهيل شملت تحسينات جذرية في البنية التحتية لتطابق معايير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). ومن أبرز هذه التحسينات:
- تجديد العشب: تم تركيب عشب طبيعي جديد على أرضية الملعب، مع تحديث مضمار ألعاب القوى ليصبح من الجيل الجديد للحلبات الأولمبية.
- زيادة المستودعات: ارتفع عدد المستودعات المخصصة للفرق من اثنين إلى أربعة، مما يسمح بتنظيم أكثر من مباراة في اليوم.
- تعزيز الإنارة: تم تحديث نظام الإنارة بالكامل باستخدام تقنية LED، سواء داخل الملعب أو في المناطق المحيطة به.
- تركيب الكاميرات: أضيفت كاميرات مراقبة حديثة تغطي كل زوايا المركب لضمان الأمن وتتبع أي أعمال شغب قد تحدث.
- بوابات إلكترونية: كما تم تحسين منافذ الدخول والخروج عبر إضافة أكثر من 247 بوابة إلكترونية “تورنيك”، وفقا لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
مرافق جديدة ومحدثة
كما شهد المركب تحسينات كبيرة على مستوى المرافق، من بينها:
- قاعة جديدة للندوات الصحفية، مجهزة بأحدث التقنيات.
- مساحات خاصة لكبار الشخصيات والإعلاميين، مع تحسين عملية الوصول إلى الملعب.
- إنشاء مواقف سيارات تحت الأرض بمستويين لتسهيل حركة الجماهير.
- تحديث الملعب الملحق بعشب طبيعي، مما يتيح للمنتخبات المشاركة في كأس إفريقيا التدرب بشكل مريح.
تحديات كبيرة لمركب محمد الخامس
وأشار كلايبي إلى التحديات الكبرى التي واجهت المشروع، لا سيما عامل الزمن وضغط الجدول الزمني، حيث كانت فترة 12 شهرا غير كافية لإنجاز الإصلاحات بهذا الحجم. وأضاف أن بعض المرافق، مثل المتحف الرياضي والمسبح الأولمبي، ستخضع لعمليات تطوير لاحقة بعد انتهاء كأس إفريقيا.
عبر كلايبي عن شكره للجهات المسؤولة والشركات العاملة في المشروع، خاصة “سونارجيس” والوكالة الوطنية للتجهيزات العامة، التي بذلت جهودا جبارة لإنجاز هذا العمل في وقت قياسي.
ويهدف المشروع إلى تحويل مركب محمد الخامس إلى معلم رياضي وثقافي يستفيد منه سكان الدار البيضاء طوال الأسبوع، وليس فقط خلال المباريات. وسيتم تخصيص متحف يوثق تاريخ الأندية البيضاوية، مثل الرجاء والوداد الرياضيين، بالإضافة إلى تطوير مرافق متعددة الأنشطة والمطاعم المطلة على الملعب.
مستقبل مركب محمد الخامس إصلاحات منتظرة بعد كأس إفريقيا؟
في حديثه عن التحديثات المرتقبة، أوضح كلايبي أن المركب سيتم تزويده بحلبة جديدة من الجيل الأحدث، وهو ما سيمنح المدينة فرصة امتلاك مضمار يضاهي المواصفات الأولمبية. وأشار إلى أن الدار البيضاء تفتقر إلى مضامير من هذا المستوى، الأمر الذي دفع اللجنة إلى اتخاذ قرار الإبقاء على المضمار، بدل إزالته، ليكون جزءًا من مشروع تطوير المنشآت الرياضية.
في الوقت الذي طالب فيه البعض بهدم المركب وإعادة بنائه بالكامل، أكد كلايبي أن هذا الخيار غير عملي، نظرا لموقع الملعب داخل منطقة سكنية في المعاريف. وأوضح أن إدخال المعدات الثقيلة إلى الموقع لتنفيذ مشروع الهدم وإعادة البناء سيتطلب وقتا طويلا، ولن يكون متاحا لاحتضان فعاليات الكان، ما يجعل خيار الإصلاحات التدريجية هو الأنسب حاليا من أجل عدم إقصاء الدار البيضاء من احتضان الفعاليبات القارية والدولية.
كشف كلايبي أن المركب يمكن أن يخضع لإصلاحات واسعة بعد كأس إفريقيا، تشمل تغطيته بالكامل، إلى جانب زيادة عدد المقاعد وتوسيع طاقته الاستيعابية، في خطوة تهدف إلى جعله أكثر جاهزية لاستضافة التظاهرات الرياضية الكبرى في المستقبل.