من المتوقع أن تستضيف مدينة طنجة في شهر مايو المقبل اجتماعا رفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والإسبانية،.. لمناقشة مشروع الربط القاري بين البلدين ووضع خطة لتنفيذه. ويأتي هذا الاجتماع في إطار التعاون المتجدد بين البلدين في مجال البنية التحتية والتطوير الاقتصادي.
وبحسب مصادر سياسية، فإن السلطات المحلية في طنجة قد أبلغت في مارس الماضي بقرار عقد هذا الاجتماع في شهر مايو،.. وبدأت الاستعدادات لاستقبال الوزراء المشاركين في المشروع من البلدين. ومن المتوقع حضور وزيرين على الأقل من الحكومة الإسبانية، بالإضافة إلى مجموعة من الوزراء المغاربة المعنيين بالمشروع.
ولم تؤكد المصادر ما إذا كان الهدف من الاجتماع هو الانتهاء من المشروع قبل استضافة كأس العالم 2030 في المغرب،.. ولكنها أشارت إلى أن هذا الموضوع سيكون جزءا من جدول أعمال الاجتماع.
ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماع ممثلو الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق ونظيرتها الإسبانية شركة دراسة الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق، وهما الجهتان المشرفتان على مشروع الربط القاري الذي يعود تاريخه إلى عام 1979.
يأتي هذا الاجتماع بعد زيارة رئيس الوزراء الإسباني إلى الرباط في فبراير الماضي،.. حيث أعلنت إسبانيا عن استعدادها للمساهمة في مشاريع البنية التحتية في المغرب بمبلغ يصل إلى 45 مليار يورو،.. في إطار التعاون الثنائي المتزايد بين البلدين.
هل يتجسد مشروع الربط القاري قبل مونديال 2030؟
في وقت سابق، أعلنت صحيفة “لاراثون” الإسبانية عن استعداد القطار السريع، الذي سيربط بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية،.. للانتهاء خلال فترة لا تتجاوز خمس سنوات، وهو توقيت يتزامن مع انطلاق كأس العالم لكرة القدم في عام 2030.
تأتي هذه الخطوة في سياق تعزيز العلاقات بين البلدين وتيسير التواصل بين القارتين الأفريقية والأوروبية على مستوى عدة جوانب.
وأكدت الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق أن الدراسات الجديدة تظهر إمكانية تنفيذ الربط البحري بين البلدين عبر نفق سكة حديدية، يمتد بين الدار البيضاء في المغرب والعاصمة الإسبانية مدريد.
وقد أكد المسؤولون في المغرب وإسبانيا على إصرارهما على إتمام هذا المشروع خلال اجتماع جمع بين وزير التجهيز والماء المغربي ووزيرة النقل الإسبانية في يونيو الماضي. وتم التأكيد خلال الاجتماع على تفعيل اللجنة المشتركة لدراسة المشروع، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية للتعاون الثنائي لربط أوروبا بأفريقيا.
ووفقا للبيان الصادر عن الاجتماع، فإن مشروع الربط القاري بين إسبانيا والمغرب يعد جزءا من المشاريع الاستراتيجية التي تم تضمينها في خارطة الطريق الجديدة المعتمدة في أبريل 2022. وقد تم تحديد مسار المشروع بطول 42 كيلومترا، يتضمن نفقا يمتد 38.7 كيلومترا تحت مياه البحر الأبيض المتوسط، بعمق يصل إلى 300 متر، مع نسبة ميل قصوى تبلغ 3 في المئة.
سيتم تجهيز المشروع بنفقين للقطار، يبلغ قطر كل منهما 7.9 متر، بالإضافة إلى مساحة للخدمات بقطر 6 أمتار،.. وسيتم ربط الأجزاء الثلاثة عبر ممرات عرضية بانتظام، بالإضافة إلى مسافة إضافية تم اتخاذها للأمان والسلامة.
سيكون موقع انطلاق المشروع في “بونت بالوما” في طريفة ونهايته في “كاب مالاباطا” في طنجة،.. مما يمثل خطوة هامة نحو توطين التواصل بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية في المستقبل.