نشر المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي (INSEE) تقريرا يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه المهاجرين في حل مشكلة نقص اليد العاملة في بعض المهن بجنوب فرنسا.
وفي سياق تطوير مشروع جديد للهجرة، تعتزم السلطات الفرنسية طرحه للنقاش في مجلس الشيوخ في بداية نونبر 2023. يدعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا المشروع، ويتضمن إمكانية منح تصاريح إقامة مهنية للعمال الأجانب غير المسجلين في سجلات العمل.
سيتيح هذا القانون، المعروف بـ “تصريح الإقامة للمهن الناقصة”،.. للعديد من المهاجرين غير النظاميين الحصول على إقامة والعمل في القطاعات التي تعاني من نقص في اليد العاملة.
وبحسب تقرير صحيفة “لا بروفانس”،.. كشف المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية عن وجود نقص حاد في عدة وظائف، منها عمال المنازل، وعمال البناء،.. وحراس ووكلاء الأمن، والطهاة. وهناك أيضا نقص نسبي في مهن أخرى.
وأشار التقرير إلى أن المهاجرين يشغلون هذه المهن بشكل رئيسي،.. لكن في كثير من الأحيان يعملون بعقود محددة المدة بنسبة 22٪ مقارنة بنسبة 14٪ للسكان الأصليين. وهناك نسبة كبيرة من المهاجرين (52٪) يعملون في ظروف عمل محددة، بينما تبلغ هذه النسبة 34٪ بالنسبة للمواطنين الفرنسيين.
الجدل حول المهاجرين يعود إلى الواجهة
أثار مشروع قانون تصريح الإقامة للمهن الناقصة جدلا كبيرا في فرنسا، حيث ينقسم الرأي العام بين معارضين ومؤيدين لهذا المقترح الذي يهدف إلى منح تصاريح إقامة مهنية للعمال الأجانب غير المسجلين في قوائم العمل.
يعارض بعض الناس هذا المشروع بشدة، ويعتبرونه سيئا لأنه من الممكن أن يزيد من تدفق الهجرة غير الشرعية إلى البلاد.
من ناحية أخرى، يرون آخرون أن هذا المشروع ضروريا لمواجهة نقص اليد العاملة في جنوب فرنسا ولحماية الاقتصاد الفرنسي من المخاطر الناجمة عن هذا النقص.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “لا بروفانس”، يظهر نقص اليد العاملة في جنوب فرنسا آثارا سلبية على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم. كما يزيد من ارتفاع الأجور، مما يرفع تكلفة المعيشة.
إلى جانب ذلك، يواجه المهاجرون في جنوب فرنسا تمييزا في مجال العمل والسكن والتعليم. بعضهم يتعرض للاستغلال من قبل أصحاب العمل، حيث يتم دفع أجور دون الحد الأدنى وتشغيلهم في ظروف غير آمنة. كما يواجهون صعوبة في الحصول على الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والتعليم، مما يؤدي إلى عدم المساواة في الوصول إلى هذه الخدمات.