في خطوة طال انتظارها، تدخلت عناصر الشرطة بمدينة الدار البيضاء لإخلاء مقبرة الشهداء من المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، الذين كانوا قد حولوا هذا الفضاء الجنائزي إلى مأوى عشوائي للإقامة والمبيت، في مشهد أثار استياء واسعا في صفوف الساكنة منذ شهور.
العملية التي نفذت خلال الساعات الأخيرة، جاءت عقب مطالب متكررة من البيضاويين الغاضبين من الوضع الكارثي الذي آلت إليه واحدة من أعرق المقابر في المغرب، خاصة بعد تواتر صور ومشاهد توثق مبيت عشرات المهاجرين بين القبور، وانتشار النفايات، وممارسة سلوكيات لا تمت بصلة لقدسية المكان.
التحرك الأمني الذي لقي إشادة من المواطنين، جاء ليضع حدا لحالة من الإهمال دامت لأشهر،.. تسببت في انتقادات لاذعة للسلطات بسبب صمتها وعدم تدخلها،.. رغم الانتهاكات التي طالت حرمة الموتى ومكانتهم الرمزية.
مقبرة الشهداء، التي تحتضن رفات شخصيات وطنية بارزة وشهداء مقاومة الاستعمار،.. تحولت مؤخرا إلى بؤرة فوضى بفعل توافد مهاجرين غير نظاميين اختاروا الاستقرار داخلها في ظروف غير إنسانية،.. ما اعتبره فاعلون محليون “إهانة صريحة” لذاكرة الوطن وكرامة الأموات.
الفعاليات المدنية طالبت غير ما مرة بإعادة الاعتبار لهذا الفضاء التاريخي، عبر تسوير المقبرة، وتأهيلها،.. وتوفير حراسة دائمة تقيها من كل أشكال التدنيس،.. داعين إلى نهج سياسة استباقية تحمي فضاءات المسلمين من العبث والتهميش.