تشهد بورصة الدار البيضاء، أحد أبرز الأسواق المالية في شمال إفريقيا، تحولا لافتا في مسارها الاستثماري، مع وصول القيمة السوقية إلى مستويات غير مسبوقة قد تقترب من تريليون درهم (100 مليار دولار) في غضون هذا العام.
هذا الإنجاز يعود بشكل رئيسي إلى الأداء القوي لمؤشر السوق الرئيسي، الذي يعكس ديناميكية النمو التي تشهدها قطاعات حيوية كالبنوك، البناء، والخدمات. ولعل المشاريع الكبرى التي تستعد المملكة لتنفيذها في إطار استعداداتها لاستضافة كأس العالم 2026 قد منحت بورصة الدار البيضاء دفعة كبيرة نحو المستقبل.
في مارس الماضي، احتفل السوق بقفزة تاريخية بتجاوز القيمة السوقية لأول مرة عتبة 900 مليار درهم،.. رغم بعض التذبذبات الناجمة عن حرب الرسوم الجمركية التي أثرت على الاقتصاد العالمي. لكن البورصة المغربية استعادت توازنها بسرعة،.. لتسجل ارتفاعا ملحوظا هذا الأسبوع، متجاوزة مستوى 17 ألف نقطة،.. وهو ما يمثل تقدما ملحوظا مقارنة بالعام الماضي حيث كانت عند 13 ألف نقطة.
ويعتبر الزخم الاستثماري الكبير أحد العوامل الرئيسية التي تعزز ثقة المستثمرين،.. وخاصة في ظل المشاريع الضخمة التي تنفذها المملكة بتكلفة تقدر بنحو 170 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. هذه المشاريع التي تشمل بناء البنية التحتية،.. منشآت تحلية مياه البحر،.. والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى الاستعدادات الضخمة لاحتضان كأس العالم،.. قد لعبت دورا محوريا في تحفيز السوق.
أيضا،.. يضاف إلى ذلك السياسة النقدية التيسيرية لبنك المغرب،.. الذي خفض الفائدة إلى 2.25% في مارس الماضي. هذا التيسير النقدي عزز من قدرة الشركات على التمويل ورفع من ثقة المستثمرين،.. وهو ما انعكس بشكل إيجابي على السوق. من ناحية أخرى،.. على الرغم من الجفاف المستمر الذي أثر سلبا على القطاع الزراعي، فإن قطاعات أخرى مثل الصناعة والخدمات قد شهدت نموا ملحوظا.