الأكثر مشاهدة

70 ألف متفرج و13 ألف في ليلة واحدة.. مهرجان جازابلانكا يسجل أرقاما تاريخية

رغم أن ستار الدورة الحالية من مهرجان “جازابلانكا” قد أسدل، إلا أن أصداءه ما تزال تتردد في شوارع العاصمة الاقتصادية، وفي تدوينات آلاف الحاضرين الذين اعتبروه “أحد أفضل المهرجانات التي شهدتها المدينة على الإطلاق”. الدورة الحالية لم تكتفِ بالوفاء بوعودها، بل تجاوزت كل التوقعات، وفق شهادات الحضور ومنشوراتهم على المنصات الاجتماعية.

حضور قياسي.. وأرقام غير مسبوقة

خلال أمسية فرقة “بلاك آيد بيز” وحدها، اجتمع ما لا يقل عن 13.900 متفرج، وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ المهرجان منذ تأسيسه. المدير الفني للمهرجان، مولاي أحمد العلمي، عبر عن فخره بما تحقق، قائلا إن الدورات السابقة بالكاد كانت تجمع بين 8000 و9000 متفرج في الليالي الكبرى، لكن دورة 2025 “رفعت السقف عاليا”.

وعلى امتداد عشرة أيام، بلغ مجموع الحضور قرابة 70 ألف شخص، توزعوا على مختلف الحفلات والأنشطة، في أجواء تميزت بحضور جماهيري نوعي وتنظيم دقيق ساهم فيه أكثر من 1500 مهني ومهتم عملوا في الميدان منذ اليوم الأول.

- Ad -

ما ميز “جازابلانكا” هذا العام لم يكن فقط جودة العروض الموسيقية، بل تلك “اللمسة الإنسانية” التي استشعرها الجميع منذ دخولهم إلى موقع الحفل وحتى مغادرته. شابة في العشرينات، حضرت إحدى السهرات، عبرت عن إعجابها قائلة: “كل شيء كان مثاليا، من موقف السيارات إلى جودة الصوت، وكأننا نعيش مهرجانا دوليا خارج المغرب”.

نفس الانطباع تكرر لدى كثير من الحاضرين الذين أشادوا بجو الاحترام المتبادل داخل الحشود، وبالحرص التنظيمي على راحة الزوار، خصوصا في الفضاءات المخصصة للجلوس، والمناطق المفتوحة، والمنصات المرتفعة.

التفاصيل الصغيرة التي صنعت الفرق

تعددت شهادات الحضور حول التنظيم، فـ”السوار الذكي” و”مواقف QR” و”النظام الرقمي للدخول” كلها تفاصيل أضفت طابعا عصريا على التظاهرة. توزيع الحفلات على مدار أسبوعين متتاليين منح الجمهور مرونة أكبر في الاختيار، وحول المهرجان إلى لحظة ممتدة للاحتفال بالموسيقى والثقافة.

البرنامج لم يقتصر على الحفلات، بل شمل فضاءات للراحة، وأركانا لعرض منتجات محلية، وأماكن مخصصة للقاءات الفنية وورشات مفتوحة، ما جعل من “جازابلانكا” تجربة ثقافية اجتماعية متكاملة.

واحدة من المفاجآت التي تحدث عنها الجمهور كانت تلك اللحظة التي حضر فيها بعضهم تدريب فرقة “Kool & The Gang” خلف الكواليس، واصفين التجربة بـ”السحرية”. لم تكن مجرد حفلة، بل لحظة تقاطع بين الشغف والفن والإبهار.

لم يكن اختيار اسم “جازابلانكا” عبثيا، فالمهرجان بات يرسخ نفسه كأحد أبرز معالم الدار البيضاء الثقافية، بما يقدمه من مزيج بين الحداثة والتنوع والانفتاح. وبينما ينتظر الجمهور بشغف ما ستأتي به النسخة المقبلة، يبدو أن جازابلانكا قد نجح هذه السنة في رفع السقف عاليا… وربما إلى الأبد.

يسعدني تلقي رسائلكم على: ayoub.anfanews@gmail.com

مقالات ذات صلة