الأكثر مشاهدة

موجة هجرة معاكسة: إسرائيليون من أصول مغربية يختارون الاستقرار بالمغرب

تشهد المملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة موجة لافتة من الهجرة العكسية، قادمين هذه المرة ليس من دول جنوب الصحراء أو أوروبا، بل من إسرائيل. عدد متزايد من الإسرائيليين المنحدرين من أصول مغربية اختاروا إعادة وصل ما انقطع مع بلد الآباء والأجداد، فقرروا الاستقرار في المغرب بشكل نهائي، في خطوة تحمل دلالات متعددة بين الحنين إلى الجذور والرغبة في بدايات جديدة.

صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية كشفت عن هذه الظاهرة المتنامية، مبرزة أن العشرات من الشباب في الثلاثينات والأربعينات من العمر، ينتمون إلى الجيل الثاني من المهاجرين المغاربة إلى إسرائيل، اختاروا العودة للعيش في المغرب، مستفيدين من توفرهم على الجنسية المغربية وجواز السفر الوطني.

هذه الفئة الجديدة من المهاجرين لا تنتمي إلى شريحة اجتماعية واحدة. في صفوفهم رجال أعمال، فنانون، أكاديميون، وفاعلون ثقافيون، يختلفون في توجهاتهم السياسية والدينية، لكنهم يجتمعون على أمر واحد: الانتماء العاطفي والثقافي للمغرب.

- Ad -

يستوطن هؤلاء القادمون من إسرائيل مناطق مختلفة داخل التراب الوطني، دون أن يجمعهم إطار مجتمعي أو طائفي موحد، غير أن الصحيفة العبرية تؤكد أنهم يتعارفون فيما بينهم، ويشكلون شبكة غير رسمية من العلاقات تمتد عبر مدن المغرب.

عودة جذور أم هروب من واقع مأزوم؟

لكن هذه العودة إلى الأرض الأصلية ليست دائما وردية. فوفق ما نقلته الصحيفة عن عدد من المستجوبين، فإن مجرد الكشف عن جنسيتهم الإسرائيلية كان كافيا لخلق جو من التوجس في محيطهم، وهي المواقف التي ازدادت حدتها بعد أحداث 7 أكتوبر الأخيرة، في إشارة إلى تصاعد التوتر السياسي الناتج عن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

ورغم ذلك، يبدو أن هذا المسار لم ينطلق مع توقيع اتفاقيات أبراهام في دجنبر 2020 كما قد يعتقد، بل سبقه بسنوات. ففي سنة 2018، سجلت السلطات المغربية قدوم موجة من الإسرائيليين الذين استغلوا ثغرات قانونية مرتبطة بأصولهم المغربية للإقامة داخل المغرب، وكان من بينهم أشخاص مطلوبون في قضايا جنائية أو نزاعات عائلية معقدة، خصوصا تلك المرتبطة بالطلاق.

وتبقى الأسئلة مفتوحة: هل يتعلق الأمر فعلا بعودة اختيارية نابعة من ارتباط وجداني بالمغرب؟ أم أن الأمر يخفي دوافع أخرى أكثر تعقيدا، خاصة في ظل السياق السياسي المتوتر الذي تعيشه المنطقة؟ الأيام وحدها كفيلة بكشف مآلات هذه الظاهرة، التي تضع المغرب أمام تحديات جديدة تتقاطع فيها السياسة بالتاريخ، والانتماء بالمواطنة.

يسعدني تلقي رسائلكم على: ayoub.anfanews@gmail.com

مقالات ذات صلة