في خطوة جديدة تعكس الأهمية الاستراتيجية للطاقة في المملكة، أعلنت شركة مارسا ماروك عن إطلاق دراسة تقنية متخصصة لتعزيز البنيات التحتية الخاصة باستقبال الغاز البوتان بميناء المحمدية. هذه المبادرة، التي ستنطلق في فاتح شتنبر المقبل، تروم تحليل مختلف السيناريوهات الممكنة لتحسين سلسلة الإمداد، مع التركيز على مشروعين رئيسيين: إمكانية معالجة سفينتين في آن واحد عبر الشحن والتفريغ المتزامن، وتطوير أنشطة الكابوتاج البحري للبوتان.
الدراسة ستشمل تقييما دقيقا للوضعية الحالية للبنيات والمعدات، سواء في الظروف العادية أو في حالات الطوارئ، مع اقتراح حلول تقنية قادرة على رفع كفاءة العمليات. الهدف هو ضمان انسيابية أفضل في استقبال شحنات الغاز البوتان وتأمين مرونة أكبر لسوق الطاقة الوطني، في ظل الطلب المتنامي على هذه المادة الحيوية.
وتتجه مارسا ماروك إلى إشراك شركاء استراتيجيين في هذا المشروع، وعلى رأسهم الشركة المغربية للتخزين (SOMAS) والوكالة الوطنية للموانئ (ANP)، لما لهؤلاء الفاعلين من خبرة ومكانة محورية في قطاع المحروقات بالمغرب. فشركة SOMAS، التي تدير منظومة متكاملة من التخزين والتوزيع انطلاقا من ميناء المحمدية، تعد العمود الفقري لسلسلة إمداد الغاز البوتان في المملكة.
وتتمثل أهمية SOMAS في كونها تضمن استقبال وتخزين وتوزيع الغاز البوتان من خلال منشآت تحت أرضية ضخمة تصل قدرتها الاستيعابية إلى 200 ألف طن. كما تمثل 81% من الطاقة الوطنية المخصصة للاستقبال والتخزين، وتغطي عبر عملياتها حوالي 51% من الحاجيات الوطنية. ويتم التوزيع عبر قنوات متعددة تشمل الأنابيب التي تربط مراكزها بالزبائن، إضافة إلى شاحنات صهريجية يتم تحميلها مباشرة من مراكزها.
من خلال هذه الخطوة، يسعى المغرب إلى تعزيز أمنه الطاقي، وتقليص هامش المخاطر المرتبطة بتقلبات السوق الدولية أو الضغوط اللوجستية. فالتحكم في تدبير سلاسل الغاز البوتان لم يعد مجرد خيار تقني، بل أصبح ورقة استراتيجية في ضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.