على واحد من أكثر المحاور الطرقية اكتظاظا بالمغرب، يتقدم مشروع إعادة تهيئة تبادل عين حرودة بخطى ثابتة، حيث بلغ معدل إنجازه 50 في المائة إلى حدود اليوم، في انتظار اكتماله نهاية سنة 2025.
هذا الورش الضخم، الذي يمتد على مستوى الطريق السيار الرابط بين المحمدية والدار البيضاء، يعد من أكبر المشاريع الوطنية في البنية التحتية الطرقية، نظرا لوقعه المباشر على حركة السير التي تتجاوز 120 ألف عربة تمر عبره يوميا.
8 مسارات في كل اتجاه وفصل كامل للتيارات المرورية
تقوم رؤية المشروع على إحداث تحول جذري في تنظيم حركة المرور على هذا المقطع المحوري من شمال العاصمة الاقتصادية. ويعتمد التصميم الجديد على فصل كامل للتيارات المرورية، والقضاء على نقاط التقاطع من نفس المستوى، مما سيمكن من رفع سعة الطريق إلى ثمانية مسارات في كل اتجاه.
ولتحقيق هذه الأهداف، سيتضمن المشروع 12 منشأة فنية، إلى جانب بناء تبادل علوي فوق المدار الحالي للمنطقة الصناعية بالمحمدية، مع نقطة ربط جديدة بين الطريق السيار الحضري والطريق المداري للدار البيضاء، مما سيسهل أكثر الولوج نحو الجنوب.
تصل الكلفة الإجمالية لهذا المشروع الطرقي الضخم إلى 750 مليون درهم، تمت تعبئتها بشراكة بين وزارة التجهيز والماء، وزارة الاقتصاد والمالية، مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب (ADM).
انطلقت الأشغال فعليا في أكتوبر 2024، وتمتد على فترة زمنية تناهز 22 شهرا. غير أن التحدي الأبرز يتمثل في استمرار حركة السير اليومية على المقطع أثناء تنفيذ الأشغال، ما يفرض عملا متواصلا طيلة 24 ساعة دون توقف.
ورغم هذه الظروف الصعبة، تؤكد شركة “ADM Projet”، المشرفة على الأشغال، أن وتيرة التقدم “جد مطمئنة”، وتعكس التزاما صارما باحترام الجدولة الزمنية.
نتائج مرتقبة على المستوى اللوجستي والاقتصادي
يتوقع أن يحدث هذا المشروع تحولا كبيرا في مستوى التنقل بين الدار البيضاء والمحمدية، لا سيما في ما يخص تسهيل الولوج إلى المناطق الصناعية، تقليص أزمنة التنقل، وتحسين انسيابية النقل اللوجستي شمال العاصمة الاقتصادية.
ويمثل هذا الورش حلقة جديدة في سلسلة مشاريع المغرب الطموحة لتحديث بنيته الطرقية، بما يواكب النمو المتزايد في حركة السير، ويعزز جاذبية المحاور الصناعية والاستثمارية الكبرى.
يسعدني تلقي رسائلكم على: ayoub.anfanews@gmail.com